هاجرت ومعي ثقوب الزمان كرهت العيش ما وراء القضبان سئمت الحلم في مركبة الأحزان فبحتث عن الحب والمال والسلوان ... كدت أن أنسى نفسي بين كتبان الشطآن تذكرت أني ما زلت حيا بل ومن بني الإنسان هاجرت وفوق ظهري عصور التيهان ابتعدت ثم ابتعدت عن صومعة الحسان ... إلى حيث الناقوس ورنة الرهبان عندما وصلت سئلت عمن يرشدني إلى بر الأمان ويجنبني القيل والقال والهذيان فانطلقت بل هرولت إلى عالم النسيان تنسمت ما أظنه نسيم الجنان فإذا بها أرض فوق هضبة البركان رباه أتراني أعود إلى بحور الشجون أم سوف أتخطاه لأقفز فوق هذه الجدران أأنزع عن نفسي ثورة العصيان وأحمل بين جوانحي غصنا زيتون أترى أن هروب الجن من مملكة سليمان أأيكون حلا أم خطأ الغضبان فجأة توصلت بخطاب من رسول يقول تجلد واصبر فالحل آن تأملت مليا في الرسالة والعنوان فقلت ما تحمل بين طياتها سوى عنصر الذوبان فقال لي رجل ويحك إنك تفكر بعنفوان أنت هنا لتحيا وتخيط ثقوب الزمان افرح وابتهج إنك هنا في دار لقمان تحيا بعدل وسلام فابعد عنك وساوس الشيطان اجتهد وكد واطلق خيال عنانك فهنا تجد ما تشدو وتربو إليه العيون واطفح بجناحك إلى حد الخفقان فأنت هنا أم هناك سيان انفض عنك غبار الأوهان فما فاز وانتصر إلا الشجعان وادخل في معمعة التاريخ وإلا كنت في طي النسيان فامض بباخرتك حيث الهيجان واعلم والله أنت نعم القبطان اندمج وقل كلمتك يا هذا... فالأصابع تشير إلى من كان صامدا في المكان تا الله قد رجعت إلى هداي أسابق الرياح وأنشد مختلف الألحان