من ميزات أضرحة مدينة القصر الكبير، كون عددا منها قد اكتسى جمالية شرقية خاصة، لفتت إليها انتباه بعض الرسامين الأجانب، جسدوا صورها في لوحاتهم الفنية الجميلة. ومنها ضريح الولي الصالح سيدي قاسم بن الزبير المصباحي. فبينما انت في طريقك بحي القطانين، مارا بجوار درب الرابوز، الذي يعتبر اضيق درب بمدينة القصر الكبير، يلقاك ضريح لولي من صلحاء القرن 16م. 10 ه. عرف بكراماته، من ذلك واحدة منها ما تزال بعض الشواهد تؤرخ لها، ويتعلق الأمر بالسلسلة الموجودة فوق قبره في ضريحه الواقع بحي باب الواد، حيث يقال بأن شخصا يدعى " ولد المورو" كان أسيرا في إسبانيا وقد استغاث به، فانتقل سيدي قاسم إلى إسبانيا، وفك أسره وأتى به مغلولا إلى مدينة القصر الكبير . ويمتاز هذا الضريح بمعماره الإسلامي، الذي نلاحظه في معظم أضرحة المرحلة، من قبة وأقواس إسلامية وفسيفساء …كما يمتاز بمدخل ذي قوس على شكل قوس القوس، الذي يُطلق عليه أيضاً القوس المغاربي، وهو القوس البارز في الهندسة المعمارية المغاربية، حيث يتخذ القوس شكل الحدوة مستديرًا أو مدببًا أو مفصلاً. وسيدي قاسم بن الزبير المصباحي، كما جاء في الصفحة 52 من كتاب ” الطريق إلى معرفة القصر الكبير” للمرحوم محمد بوخلفة، الصادر عن مطبعة المهدية بتطوان سنة 1972، قد خلف والده الزبير في مشيخة الدعوة والزهد والجهاد، وهو (أبو القاسم بن الزبير بن محمد بن بوعسرية بن الحسين بن الزبير بن طلحة بن مصباح المصباحي. في الدعوة الروحية والتمسك بروح الشريعة. ولد رحمه الله سنة 943 ه بمدينة القصر الكبير ومات بها يوم الأربعاء فاتح مجرم سنة 1018 ه. ودفن بجوار والده بوسط المدينة وأقيم له ضريح بطريق القط.انين )) وقد استلهم الرسام الإسباني ماريانو برتوتشي، إحدى لوحاته من واجهة هذا الضريح مع الفرن الملتصق به. اللوحة تذكر بعالم الشرق وسحره، وقد اختيرت زمن الحماية الإسبانية لتزيين طابع بريدي كان متداول في تلك المرحلة.