مع التململ في السياسة الخارجية للطغمة الحاكمة بالجزائر، والتي جاءت بعد التغيير الإسمي في رأس هرمه، أصبح لزاما على بلادنا الرفع من وثيرة الحيطة الدبلوماسية، فجزائر بوتفليقة المريض، ليست هي جزائر تبون الذي يسعى لإشعاع داخلي وخارجي لاسمه، وقد بسط له القدر _ربما_ هدية أخرى بوفاة الجنرال القوي..! في أولى خطابات الرئيس الجزائري ، كان لافتا رده السريع على المبادرات الشعبية للبلدين الجارين (خاوة_خاوة)، والتي لاقت صدى تفاعلي إيجابي من الدبلوماسية المغربية، حيث استجمع تبون كل الأسلحة العدائية المناوئة للوحدة المغربية، ضاربا عرض الحائط بكل الجهود الشعبية الجزائرية التي كانت تنادي بضرورة تحسين العلاقة مع المغرب، وفي صلب ذلك فتح الحدود البرية المغلقة بين الجارين..، وربما كان أمل المغرب كبير في تغيير العقلية العسكرية الصدامية المهيمنة على رأس الحكم بالجزائر..! الانطلاقة سيئة، والتحركات بدأت، حيث خرجت الجزائر من وضعية الانكماش اتجاه قضية ليبيا، إلى وضعية الفاعل المؤثر، الذي أرغم دولة تركيا القوية، على عدم تجاوز وجودها، و إلى حد قريب كان للمغرب دور أساسي في سبل البحث عن حل سياسي لأزمة ليبيا..! إن قضية ليبيا و تفاعلاتها الدولية، كان أول مران دبلوماسي، يبدو أن الجزائر كسبت جولة فيها، ساعدها في ذلك الحدود المشتركة مع ليبيا، والاستجابة الفورية لحكام تركيا الباحثين عن الدعم الدبلوماسي، في مواجهة تكتل مصر و اليونان و إيطاليا..! الفعل الدبلوماسي المغربي لا ينبغي له أن يلتقط الطعم، فيبدأ بمناوشة الفعل التركي، ولو كان بسبل تجارية اقتصادية، فلسنا في وضعية الهزيمة حتى نحتاج إلى وسائل كهذه، فالمغرب حقق انتصارات دبلوماسية كبرى، ساعده في ذلك استقلاله عن لوبيات المال العربية، والتي بلغت مدى كبيرا من القوة مع حصار قطر، كنا جميعا نفتخر باستقلالية و قوة الدبلوماسية المغربية، والتي لا ينبغي أن تقفز من هذه القوة إلى فخ العسكرية المصرية و البترودولار الإماراتي..! تركيا الآن، هي واحدة من الاقطاب الدولية المؤثرة في العالم، و الجزائر لا يمكن أن تغير عداءها لنا، و عليه لا ينبغي تقديم هدايا من بوريطة و العلمي لهذا التبون الجزائري الأصلع..!