عندما أريد الحكم على العالم أقبل على ازدراد النبق بشراهة فليس للنبق ومن ورائه العالم وزن ولا طعم ولا رائحة . عندما أحن الى القداسة أتمعن في وجه أمي جيدا ، لم أسألها يوما عن ندوبها الخفيفة ، هي جزء من التاريخ المقدس الذي لا يناقش . أحب التجول على دراجة هوائية بلا فرامل في الأزقة العتيقة الباردة ، رائحة خبز الفران والقهوة السوداء المتبلة وصيحات العجائز يجعلونني طفلا مشاغبا . أحب معاكسة روايات التاريخ ، فالذين درسوني أقواله الجاهزة رحلوا مبكرا وأصبحوا جزءا من التاريخ ، والذين شككوا فيه مرارا لم يناد عليهم الموت بعد . تتملكني الرهبة كثيرا عندما أرى طفلا يحمل رشاشا بلاستيكيا في وجه دبابة ميركافا . لا شيء يثنيني عن سماع فيروز في الشتاء وأم كلثوم في الصيف ، فيهما يكمن الغيث والدفء . لا أثق في كل ابتسامة عابرة ، فكم من ابتسامة وراءها ألف مقابل . مازلت أحتفظ بسبحة جدتي البيضاء ، تذكرني سبحتها دوما بسينما الأحلام وحلقات بريكدم والقرية وولد العويرة . قال لي المتشرد الراحل ” شلايظة ” يوما : ” المحلوبة لبن والمعصورة دم ” ، لم يكن شلايظة مجنونا قطعا ، المجانين هم من يخفون حقائقهم المرعبة وراء ربطات عنق وردية . أهوى تسلق الجبال الشاهقة لأغالب فوبيا السقوط ، هناك من يتمنى سقوطك كل حين . لا حدود لجموح الانسان ، سألوا نيرون عن القديس بطرس الرسول فقال عنه أنه نجس . من رضي لنفسه الاستواء بين الاستعلاء والاستعداء كان مشواره الى بوار . مرة استيقطت من حلم مرعب ، شربت كوكاكولا ، ثم عدت اليه لأملي عليه ما أريد . لا أحب الانتظاركثيرا ، فيكفي أننا ننتظر الرحيل على أحر من الجمر . يذكرني عطر ” توليفان ” الأصفر الرخيص بحبي الأول وقبلتي الأولى . الحياة صراع وجود ، و ” القانون فوق الجميع ” خدعة موغلة في الزمان . كانت لأدولف هتلر يدان : يد تبيد كل شيء ويد ترسم لوحات زيتية حالمة ، مرة ظهر ببذلة مدنية أنيقة وربطة عنق كممثل فاشل ، هتلر بدون بزة عسكرية ويد ممددة أفقيا زعيم بلا طعم . الكتابة بالنسبة لي قرص مسكن لآلام الدهشة . الشعر المتمرد المجنون خمر يهرب الأحزان الى حين . الحذاء الأسود اللامع يذكي في نفسي جذوة الرجولة المنتكسة . كل انسان على وجه الأرض ذئب ما لم تثبث براءته من دم الفضيلة . أحب مسد فروة رأسي بمشط من عظام الزواحف ، أصولنا فعلا من التاريخ القديم . يسعدني مصاحبة طفل ، فرحته بقطعة شوكولاطة تسع العالم البئيس . يخجلني كرم الفقير ، يشعرني ذلك بالدونية حد الغثيان . ادفنوا أصدقائي كل ما سطره يراعي معي في القبر ” سأخبر الله بكل شيء ” .