عندما تتابع الوطن عبر هذا الفايسبوك اللعين ، يصبح لديك اعتقاد جازم أن الوضع هناك أصبح خطيرا بشكل غير مسبوق و أن انفجارا اجتماعيا قريبا سينتج عن الإحتقان و الإحتجاج على سوء المعيشة و ارتفاع الأسعار و الفقر و البطالة و سوء الخدمات الصحية و أزمة السكن و ….. و عندما تزور الوطن تجد عامة الناس يعيشون حياتهم بشكل عادي .. يستيقضون في الصباح و يذهبون إلى عملهم عبر البشكليطات و الموطورات و الداسياء … يلبسون صبابيط الطاليان الجديدة و المستعملة و يحشون جيوب الكبابيط و المونطوات الغالية بهواتف الأيفون و يأكلون السندويشات و البيتزا بخمسين درهما للعقباء … في نهاية الأسبوع يذهبون للبيك نيك في الطبيعة بإيفران و مرتيل و الشاون نهارا و للحفر و البيران ليلا للتقصير و للملاعب حيث يترك الأب رفقة إبنيه ثلاث مائة درهم في خزينة فريق يلعب شيئا يشبه كرة القدم … المقاهي ممتلئة و موائدها تضيق بالحرشاء و الأتاي و الزعازيع و أوراق المائة درهم ترمى للناذل بغير اهتمام … الجماهير عن بكرة أبيها لا مشكل لديها سوى عندما تنهزم البارصا أو المدريد .. الكل يعيش في عالمه الذي يعرف من أن أين تنبع السعادة فيه ! عندها يمر الأسبوع الأول تسأل نفسك مستغربا : ” داك الشي اللي كنشوف فالفايسبوك وقيلا على شي بلاد أخرى يمكن ” !!