الرياضات في الولاياتالمتحدة هي الأكثر تطورا في العالم تجاريا من ناحية الإيرادات والإدارة والقوانين وكل الجوانب الأخرى. أما في كرة القدم فالأندية الأوروبية هي الأهم في صناعة كرة القدم العالمية، وفي الدوريات الأوروبية تحدث غالبية عمليات الشراء والبيع لأندية كرة القدم. بعض شركات التدقيق والاستشارات الكبرى في العالم لديها أقسام خاصة بكرة القدم وتصدر تقارير دورية عن مالية كرة القدم والدوريات بشكل عام وعن الأندية بشكل خاص. وتعتبر شركتي ديلويت و كي بي ام جي من الأهم في هذا المجال عالميا. تصدر تقارير التقييم بشكل سنوي عبر أبحاث الشركات وتجميعها للمعلومات عن العقود التجارية للأندية من نقل تلفزيوني وجماهير بالإضافة الى المصاريف والأجور. تلك التقييمات تعتبر مجرد دراسات وأبحاث لأن القيمة الفعلية عند حدوث بيع لنادي معين تعتمد على المفاوضات بين البائع والمشتري. في عملية التقييم يتم استخدام طريقة مضاعف الإيرادات لأن الطرق الأخرى المستخدمة في تقييم الشركات لا تصح في الأندية. فاستخدام القيمة السوقية صعب بسبب عدم إدراج كل الأندية في أسواق الأسهم بينما طريقة التدفقات النقدية لا تعطي نتائج ذات معنى في الشركات الخاسرة وهو حال الكثير من أندية كرة القدم. في طريقة مضاعف الإيرادات يتم احتساب ايرادات النادي في السنوات الاخيرة ودراسة إمكانية الاستمرار في تحقيق ايرادات مشابهة في السنوات القادمة. بعد ذلك يتم استخدام مضاعف عبر دراسة عدد من الأندية الأخرى والوصول الى المضاعف المناسب للنادي تحت الدراسة. بافتراض أن متوسط ايرادات نادي معين كانت 100 مليون في السنوات الثلاثة الأخيرة واستخدام مضاعف "5" تكون قيمة النادي 500 مليون. هذا الرقم يعني أن النادي بحاجة الى 5 سنوات لتحقيق القيمة المدفوعة قبل احتساب المصاريف. أي أن المالك الجديد عليه أن يملك خططا لزيادة ايرادات النادي وضبط مصاريفه لتكون ملكية النادي مجدية بالنسبة له وإذا لم يتمكن من ذلك قد يتعرض النادي للإفلاس والهبوط لدرجات أدنى وهو ما حصل كثيرا في أوروبا. عوامل التقييم الأخرى التي يتم دراستها بالتفصيل للوصول الى المضاعف المناسب وهي تتضمن ما يلي: الربحية : وهي تتضمن الإيرادات والمصاريف وقدرة النادي على الموازنة بينهما. وجود رواتب مرتفعة مقابل ايرادات متدنية تقلل من قيمة النادي لان أي مشتري لن يجذبه شراء نادي يغرق في المصاريف التي لا يمكنه تغطيتها. الجماهيرية : والعامل المهم جدا هنا هو القوة الشرائية وليس فقط أعداد الجماهير لأن الفائدة هي بشراء الجماهير لتذاكر المباريات ومنتجات النادي وتحقيق الإيرادات للنادي. هناك أندية في أوروبا لديها مئات الملايين من المتابعين على وسائل التواصل ولكن ثبت مع الوقت قلة أهميتها لأنها لا تجلب أموالا للنادي قدرات النادي التنافسية : قوة فريق كرة القدم ووجود لاعبين ومدربين مهمين فيه مهمة في التقييم لأنها تعطي فكرة عن إمكانية تحقيق بطولات مستقبلية وبالتالي الحصول على الجوائز المالية وزيادة جماهيرية النادي. وهنا من المهم التأكيد أن النظر هو للمستقبل وليس للماضي فلا تهم بطولات النادي التاريخية أبدا. على سبيل المثال نادي توتنهام الانجليزي قيمته أعلى من نادي ميلان الايطالي رغم فارق البطولات في الماضي والسبب القدرة على تحقيق الإيرادات. حقوق النقل التلفزيوني : من أكبر مصادر الدخل للأندية الأوروبية هو ايراد النقل التلفزيوني لذلك فإن العقود التي لدى النادي من بيع الحقوق وقدرته على بيع تلك الحقوق في المستقبل تلعب دورا مهما في عملية التقييم. ملكية المنشآت : مصدر الدخل الثاني عادة في الأندية الكبيرة يكون من بيع التذاكر لحضور المباريات وأيضا من خلال استغلال المنشآت في تنظيم الفعاليات المحلية التي يتقاضى النادي أموالا مقابلها. امتلاك النادي لمنشآته يعطيه الحرية في ادارتها والتمكن من استثمارها بأفضل طريقة. بخصوص المنشآت، تم ايضا تداول موضوع ارتفاع سعر بعض الأندية بسبب أن منشآتها تقع في مناطق أسعار عقاراتها غالية، وهذا الرأي خاطيء لأن المشتري لا يهمه أن يشتري عقارا غاليا ليستخدمه في النادي وهو لا يمكن أن يدر عليه دخلا كافيا. اذا كان سيشتري العقار ثم يبيعه أو يستثمره تجاريا فتلك صفقة عقارية وليست صفقة شراء نادي. في النهاية أقول لجماهير الأندية أنكم لا تهمكم طريقة التقييم ولا يوجد أفضلية لناديكم اذا كان سعره مرتفعا عن غيره ولا يوجد تقليل منه اذا كانت قيمته أقل من غيره. ما يهمكم هو هوية المشتري وخططه المستقبلية للنادي وقدرته على تحقيق طموحاتكم.