لا شك أن انجاز الرجاء البيضاوي السنة الماضية ومقارعته نادي بايرن ميونخ الألماني في نهائي كأس العالم للأندية سيبقى في ذاكرة كل متتبع ومحب للكرة المغربية والرياضة بصفة عامة ، استماتة وروح قتالية وموهبة محلية وفريق متكامل هي كلها ميزات سقطت على فريق يلعب بالدوري المحلي لكرة القدم ، وأغلبية لاعبيه تدحرجوا بين أندية الهواة والقسم الثاني وقسم الصفوة حتى نالوا ثقة أل بيت الخضر وسلموهم شرف حمل قميص الرجاء العالمي . انه وبكل وضوح انجاز صنع بأقدام رجال يمارسون في الدوري المحلي لكرة القدم ، ياجور ومتولي والهاشمي والحافيضي والشطيبي والعسكري واولحاج و بلمعلم وكروشي .... ، هم لاعبون حملوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن ماء وجه الكرة المغربية، ففعلوا و التزموا و أبدعوا و تألقوا و أمتعوا وسجلوا ودافعوا وتوجوا كوصيف لبطل العالم. فالموهبة المحلية واللاعب المحلي دائما ما يكون بنفس هم وتطلع عشاق الكرة ببلده لا بنفس هم وتطلع مسيريها، ودائما ما يكون بنفس طموح بني جلدته ممن تعدد انتظارهم وترقبهم لموعد ومحفل قد يكون بشرى على تاريخ الكرة المغربية التي تعطشت لأقدام يكتبون تاريخها فعلا وحقا . اليوم وقد اقتراب الموعد القاري على الأراضي المغربية مطلع السنة القادمة ، بات واضحا ولازما مكافئة كل لاعب يجتهد ويعمل جاهدا على تحسين مردوده الكروي حتى يكون عند حسن مدرب المنتخب الوطني الحالي ، ولكن ومع إعلان السيد بادو الزاكي عن اللائحة الرسمية التي ستواجه وديا قطر وليبيا ، أصبح واضحا بأن الناخب الوطني يعتمد في إستراتيجيته على نفس منطق من سبقوه ، حيث أن معظم الأسماء المناداة عليها تمارس خارج البطولة المغربية رغم الأداء المتوسط والعطاء العادي ، فأسماء ككريم الأحمدي، زكرياء بركديتش ، يوسف العربي وغيرهم ، كتبت بأسمائهم النكسة لأكثر من مرة ، فلماذا الإسرار و الإسرار على تكرار نفس السيناريو ؟ رغم وجود لاعبين من طينة السفري والنيبت وفرس والتيمومي ..........في البطولة الوطنية . وحتى نكون على اتفاق ووفاق مع موضوعية المردود و العطاء. فالهداف الأسطوري للمنتخب المغربي هو لاعب محلي بدأ وأنهى مسيرته الكروية بأرض الوطن ، ولم يلعب سوى لفريق واحد ، احمد فرس بمعدل 42 هدف مع المنتخب الوطني ، هو لاعب لشباب المحمدية صنع تاريخ الكرة المغربية ، ولعل جيل السبعينات هو اكبر شاهد على صولات وجولات المنتخب آنذاك . ولعل انجاز المنتخب المصري مع حسن شحاتة والاحتفاظ باللقب لثلاث نسخ من الكأس الإفريقية على التوالي كان % 90 بانجاز أقدام تلعب بالدوري المصري . وهذا خير دليل على أحقية الطاقة والموهبة المحلية بحمل مشعل أحلام منتخب مغربي تائه بين منتخبات أدغال إفريقيا. ومن الصواب بمكان تدعيم منتخب مغربي أساسه بالرتبة الأولى اسمنت محلي بخيرة سفراء النوايا الحسنة عبر المعمورة ، فتشكيلة بادو الزاكي الحالية والمرتقبة هي بطعم التي رسم معها الإخفاق طيلة عشر سنوات الماضية ، ولابد من تصحيح ما فات قبل فوات الفوات و قبل كتابة نص جديد من نصوص الإخفاق . فالعبرة بالنتائج لا بقيمة اللاعب و مع من يحترف ولا حتى بقيمة اسم اللاعب نفسه، والعبرة بالغيرة على الوطن لا بطموح حمل الصفة الدولية وكفى. فلائحة المنتخب المحلي المنادى عليها من طرف السيد محمد فاخر تكاد تكون مكتملة على نظيرتها التي استدعاها بادو الزاكي ، فوحده الزمن والميدان سيكشفان حقيقة ما كان وما قد سيكون ،فنحن على العموم لا نريد تكبد المزيد من الخسائر والهزائم يكفينا ما مضى ولا نريد واحدة بعقر الدار قد تكون صدمتها من نوع خاص .