لقد طفت على السطح مؤخرا قضية من أهم القضايا التي يمكن أن تشغل الرأي العام الخريبكي خاصة في هذه المرحلة الحساسة الانتقالية. انه ملف التجار و المهنيين. هذا الملف الذي أصبح يؤرق الجميع نظرا لأهميته ولدوره في دفع الحياة السياسية والاجتماعية بالبلاد. هذا الملف بدأ يأخذ منعرجا خطيرا بالمدينة بعد الصراع الحاد الذي حدث مؤخرا بين جمعية تجار التبغ و المواد الغدائية المكونة حدثا صاحبة العديد من المبادرات المحمودة وبين النقابة الوطنية للتجار و المهنيين بخريبكة المتخوفة من فقدان مصداقيتها و عبرت عن ذلك من خلال بياناتها الغريبة صراحة ..هذا الصراع بدأ منذ اليوم الأول من إنشاء جمعية تجار التبغ و المواد الغدائية. النقابة الوطنية للتجار و المهنيين تستغرب تأسيس الجمعية في ضظل وجود نقابة لها تاريخ في النضال من أجل الرفع من المستوى المعيشي للتجار وأكدت الجمعية أن: "تأسيسها جاء كرد فعل على تماطل النقابة بمطلب محاربة الفساد وهو المطلب الأساسي للتجار و أعوان التجار و المهنيين". فمن الطبيعي أن يحمل كلام الجمعية الكثير من الصحة نظرا لان هذه الجمعية المكونة حديثا تضم أسماء وازنة في عالم التجارة بالمدينة. كما نذكر بالمبادرة و الالتفاتة النوعية التي قامت بها الجمعية من خلال شراكة مع شركة "ج" لتوزيع 500 محفظة تحمل لوجو الشركة ، و هو ما اعتبرته النقابة استغلالا للأطفال، مما يظهر جهل النقابة بالعديد من الأمور و خاصة العمل الجمعوي، فالقانون المغربي يسمح للجمعيات بعقد شراكات مع مختلف المؤسسات و الشركات و المنظمات الحكومية و الخاصة من أجل خدمة الصالح العام، كما نلاحظ أن بلاغات هذه النقابة غير مختومة و يرجح أنها تصدر بشكل أحادي من طرف أحد أعضاء مكتب النقابة. كل هذه التطورات تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل التجار و المهنيين في ظل هذا الانقسام، فبدل التكتل و توحيد الجهود بغية النهوض بوضعية التجار و إيجاد حلول للمشاكل المتراكمة التي أثقلت كاهلهم، نرى صراعات اقل ما يمكن القول عنها أنها لا تليق بأهداف الطرفين. تطورات متسارعة اعتبرت من قبل المكتب المسير للجمعية أنها محاولة الالتفاف و التضييق على أهداف الجمعية، و أنها مستمرة بالرغم من الجهود التي تبذلها مجموعة من الأيادي الخفية لكسر شوكة الجمعية..