لا حديث في خريبكة اليوم يعلو عن سبب تأخر عجلة التنمية بالمدينة. نقاش قديم حديث سنعمل على مقاربته من مجموعة من الجوانب من خلال طرح مجموعة من التساؤلات، والتي سنعمل على الإجابة عنها من خلال تحليلنا لمجموعة من الأفكار والتصورات مستقاة من فاعلين في الحقل الجمعوي والسياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي بالمدينة. يرجع الفساد والتعثر الحاصل داخل المجلس البلدي لمدينة خريبكة إلي فساد نخبه السياسية، فأغلب النخب السياسية والتشكيلات الحزبية المكونة للمجلس البلدي، وصلت إلى المجلس بطرق ملتوية عن طريق استعمال الأموال القذرة في شراء الذمم واستغلال فقر وأمية السكان، دون أن يكون للمثقفين والنخب بهذه المدينة الجريحة ولو موقف، فالمثقف الذي لا يبدي رأيه في الإشكالات الحقيقية التي تسائله باستمرار، يبقي مثقفا فاسدا أو مساندا للفساد، أو مثقفا ذا ثقافة عقيمة تنزاح إلى الفساد، مثقفون وسياسيون ومناضلون شربوا من كؤوس النضال حتى الثمالة، تخلوا عن قيامهم ومبادئهم وعن ثقة المواطنين فيهم وأصبحوا أبواق المخزن حراسا أوفياء لأصحاب الشكارة، كانت ثقتنا فيهم كبيرة جدا وحناجرهم الضخمة توقد فينا حرارة النضال وتعيدنا إلي أيام خلت، لكن في عالم تحكمه سلطة المال يتلاشى كل شيء ولا يبقى مجال للأخلاق والمبادئ والقيم. في ظل هذا الوضع القاتم يبقى المجتمع المدني السبيل والفاعل الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، لكن للأسف الكل معطل في هذه المدينة، فمن أول نظرة على جمعيات المجتمع المدني بهذه المدينة، نجده كالتفاحة التي ينخرها الدود، بيروقراطي، يعاني من الفساد المالي والأخلاقي، تابع ومسير بوق وحارس ومدافع عن صاحب الشكارة الذي يدفع أكثر، مجتمع مدني كالعاهرة يبيع نفسه للذي يدفع أكثر، يؤثث به الفضاء في بعض المناسبات. في الجانب الآخر نجد النقابات تعاني مشاكل بالجملة مكاتبها بيروقراطية وأبدية في بعض الأحيان، وحالها يكاد يشبه حال الجمعيات، لكن ماذا عن الجمعيات الحقوقية بالمدينة وما هي إجابتها عن هذه الأوضاع؟ لا تمتلك إجابة وتنام في سبات عميق، عائلية وبيروقراطية أكثر من اللازم، غير منفتحة تتناغم مع المخزن أكثر ما تتناغم مع قضايا المواطنين. في ظل هذا الوضع القاتم والمتعفن، نطرح السؤال التالي: ما العمل؟ ونترك الإجابة لكم. لا أريد أن أرسم صورة قاتمة عن الوضع الراهن بالمدينة فهذه الحقيقة، لكن هناك استثناءات وهناك شرفاء في هذه المدينة نترجى منهم خيرا. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : al-fsad45038228.jpg