كانت الرحلة شاقة وقاسية بمعنى الكلمة ،لكن صمود المجموعة وتلاحمها بدد الصعاب وقصر مسافة السفر في جو حار ،إيمانهم بحقهم في الحصول على سكن يؤويهم مع ذويهم من حر شمس الصيف وبرد الشتاء القارس. هكذا فكر مجموعة المطالبين بالحق في السكن الإجتماعي بخريبكة ،فبعدما خانهم المسؤولون بعاصمة الفوسفاط،وبعدما ملوا من تجاهل العامل والباشا الذي لم يف بوعوده ،وأمام تناقص عدد البقع المخصصة للفقراء ذوي الدخل المحدود ،المعاقين وأبناء دور الصفيح سابقا والمكترين ،بعدما طالتهم أيادي السماسرة وتجار العقارات ،وسيادة منطق "الحلاوة من القانون"، نظم هؤلاء المتضررون من سياسة قانون الغابة،حيث الغلبة للقوي ،وقفة احتجاجية امام ملحقة وزارة الداخلية بحي الرياض ،رددوا خلالها شعارات تندد بصمت المسؤول الاول على الإقليم ومندوبية الإسكان على التلاعب الذي يشوب توزيع البقع المخصصة للسكن الاجتماعي ،حيث تسود الرشوة والمحسوبية .ليفتح حوار مع المسؤولين هناك، حيث أبلغ المتضررون معاناتهم مع العمران والمسؤولين ،مطالبين السلطات المركزية بالتدخل العاجل ،لتقدم وعود بالتدخل لدى السلطة الأقليمية بخريبكة ومندوبية العمران لحل المشكل. وقد نوه المطالبون بالسكن الإجتماعي بروح المسؤولية وحفاوة الإستقبال من وزارة الداخلية و وزارة الإسكان ،هذا السلوك الذي غاب عن عامل الإقليم والباشا ومجموعة العمران الذين صموا آذانهم وأغلقوا أبواب مكاتبهم .