نحن على بعد أيام قليلة جدا من أفول سنة 2011 واستقبال سنة جديدة ،سيضمن فيها معطلو خريبكة في الثانية الاولى من بعد منتصف ليلة رأس السنة ، شيئا واحدا،وهو رحيل الرقم واحد وتعويضه بالرقم 2 ،أما الحصول على شغل فهذا علمه عند الله. عاش معطلو خريبكة صراعات مريرة وخاضوا كل اشكال الاحتجاج لعل قلوبا تلين لهم و أقلاما تسيل مدادا فوق اوراق تأشيرا على تشغيلهم ،لكن هيهات هيهات ،فالبيت الشعري الذي يقول : ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"،وجد ضالته لدى أفراد جمعية المعطلين بخريبكة ،فقرروا انتزاع حقهم في الشغل ونيل مطلبهم بالنضال الكفاح. تعددت اشكال النضال وتنوعت والمطلب واحد من لم يؤخذ بالالتفاوض أخذ بغيره،اقتحموا إدارة المجمع ،اعتصموا ببلدية خريبكة ،اعتصموا بباب العمالة و وقفوا احتجاجا امام نيابة التعليم،كل هذه الأشكال النضالية جربها معطلو خريبكة من اجل الشغل ،فكانت الآذان صماء ، القلوب قاسية وألسنة لينة تنمق الكلام وتهدي الوعود الكاذبة. توقفت معركة الجبهة الداخلة ،و عزم المعطلون على أن ينقلوا المعركة إلى الدارالبيضاء أمام الإدارة المركزية للمجمع الشريف للفوسفاط لينفذوا أطول اعتصام في تاريخ الجمعية، الذي ابتدأ يوم 20-08-2011 و دام 62 يوما ,هناك أبان أبناء خريبكة عن عزيمة الأبطال وبسالة الشجعان ،حين صمدوا طوال تلك الفترة امام قساوة الطبيعة المتجسدة في حرارة شمس النهار وبرد الليل متحدين بلطجة السلطات ،متشبتين بمطالبهم العادلة ،واضعين أرواحهم فوق أكفهم ،ليس لهم ما يخسرون بعد ما افنوا زهرة شبابهم في الكد والجد في الدراسة ليجدوا امامهم الابواب موصدة . واستمرارا في خطهم النضالي الذي رسموه ،وتنفيذا لمخططهم التصعيدي الذي سطروه بعدما عادوا من اعتصام البيضاء ،وبعد وقفات امام المحطة الطرقية ،إدارة المجمع المحلية ونيابة التعليم وخطوات أخرى ، انطلق موعد الإعتصامات بشكل قوي ،فأمام استمرار تماطل المسؤولين في حل الملفات المحلية و الاقليمية والمكتب الشريف للفوسفلط،وبعد تملص الجهات المسؤولة من وعودها، اضطر الفرع الى تجديد النضال وتسطير برامج تصعيدية وانذارية منها المبيت الأخير لمدة يومين داخل مقر البلدية ،الوقفات المتكررة امام مقر ادارة المجمع والنيابة والبلدية ،دون نسيان المسيرات التي تسببت لاكثر من مرة في شل حركة المرور بالشوارع. وقد تلاحمت الجمعية في غير ما مرة مع مسيرات حركة 20 فبراير ومتضرري قرية بولنوار ،فأعلنوها بصوت عال بأنهم لن يتراجعوا عن مسلسل نضالهم،حيث كان الاعتصام الاخير امام العمالة تعبيرا قويا على رفض كل فتات تتصدق به الداخلية على خريبكة ،إذ رفض كل المعطلون الحصة الهزيلة التي خصصت للاقليم . وما دامت مطالب الجمعية لم تتحقق ،فإن sنة 2012، ستكون ساخنة و ستقض مضجع الكل .