تحول اجتماع للجنة المركزية لحزب "التقدم والاشتراكية"، يعقد بالرباط إلى حلبة للمصارعة باللكمات والتراشق بالكراسي، بعد أن منع شباب من حركة 20 فبراير ينتمون للحزب من التعبير عن رأيهم القاضي بعدم مشاركة الحزب في حومة بقيادة "التقدم والإشتراكية". وحسب مصادر من داخل اللجنة فقد تدخل أحد أعضاء اللجنة التي تعتبر بمثابة برلمان الحزب، للتعقيب على مداخلة لسعيد السعدي، أحد قادة الحزب اللذين يدافعون عن موقف عدم المشاركة، فتمت مقاطعته من باقي أعضاء اللجنة ومنع من الكلام، فتحول النقاش إلى تراشق بالكراسي، قبل أن يتطور إلى تشابك بالأيدي وتبادل اللكمات والشتائم. وانفض الاجتماع للحظات طويلة بينما فضل أعضاء من اللجنة المركزية الانسحاب من الاجتماع. وصرخ بعض المؤتمرون المؤيدون للمشاركة: "نبيل...نبيل..."، في إشارة إلى دعمهم لموقف الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، فرد عليهم المعارضون فيما يشبه السخرية: "الله أكبر...الله أكبر..."، في إشارة إلى التناقض بين مرجعية حزبهم الذي كان يسمى "شيوعيا"، مع المرجعية الإسلامية للحزب الذي يريدون التحالف معه. وكان الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، قد دعا في كلمته إلى المصادقة على مبدأ المشاركة في الحكومة المقبلة برئاسة عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية". وقال إن هذا الموقف يقوم على أساس الإيمان "الراسخ بأن الحزب كلما وجد نفسه أمام الاختيار بين مصلحته كحزب وبين مصلحة الوطن ككل إلا واختار، دائما وأبدا، الوطن". لكن المعارضين للمشاركة يرون في توجه أمينهم العام تناقضا مع مبادئ الحزب الذي دخل في صراعات إيديلوجية عميقة مع حزب بنكيران منذ أو وجد حزب هذا الأخير قبل 14 سنة. ورغم الخلاف في النقاش داخل اللجنة المركزية، إلا أن مصادر من داخل اللجنة تقول بأن أغلبية المؤتمرين سيصوتون لصالح مبدأ المشاركة، الذي بات شبه محسوم منذ أن اختار الأمين العام للحزب الدخول إلى الأغلبية التي سوف تتشكل من أحزاب "العدالة والتنمية"، و"الاستقلال"، و"الحركة الشعبية".