عندما تستغل مأساة أسرة مغربية في الغربة وتحديدا بريجيو إيميليا بإيطاليا، وعندما تستغل مصائب الناس وتصبح وسيلة للافتراء والتضليل والشعبوية؛ نكون أمام تردي أخلاقي وإنساني شنيع. هذا ماحدث لمواطنة مغربية، لها طفلان، قتلها زوجها يوم 19 نونبر ببلدية بريتشيلو بإقليم ريجيو إيميليا، ولن نسرد السبب والدوافع والكيفية لأن ذلك من اختصاص القضاء. لكن سال المداد وأصبح هذا الحادث المأسوي سيد الأخبار السوداء بريجيو إيميليا، ونشرت مقالات واستجوابات وردود أفعال متسرعة تفتقد إلى الدقة والموضوعية أدانت الجاني وبلده المغرب وممثليه وجاليته بإيطاليا قبل أن يقول القضاء كلمته. يمتعض القارئ ذو الحس النقدي لكل هذه الأراء والمواقف لاسيما التي ادعت أن رشيدة الراضي غيرت دينها وأن مصير طفلتيها بسبب ذلك قد يكون في خطر بالمغرب. فعلى موقع "المغربية الإيطالية" كتبت فاطمة أنوار يوم الثلاثاء 29 نونبر مقالا "الديبلوماسية تتخلى مرة أخرى على مغربي مات بإيطاليا" وأقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يفتقد إلى الدقة والموضوعية ويستغل المأساة ليصب جام غضبه وتلفيق تهم خطيرة للديبلوماسية المغربية بإيطاليا حيث تؤكد أن القضية "اهتم بها الإعلام الإيطالي خلال الأيام الأخيرة و تجاهلتها المصالح الديبلوماسية المغربية بذريعة أنها "كانت ترغب في تغيير ديانتها". ونشرت جريدة "ريصطو ديل كارلينو" استجوابا مع برلمانية إيطالية من أصل مغربي تدعي فيه أن مصير طفلا الأم الضحية ربما قد يكون القتل إن هما رحلا إلى المغرب بدعوى أن أمهم "غيرت دينها" وطالبت ببقائهما بإيطاليا. ونشرت جريدة محلية بريجيو إيمليا تصريحا لمحجوب جود يفهم منه أنه هناك تقاعس الجالية والجمعيات في نقل الجثة إلى المغرب وهذا ما كذبته المصالح القنصلية المغربية، ويقدم جود نفسه الكاتب العام لجمعية الصداقة المغربية الإيطالية لكنه لم يع أنه لا من فائدة من انتقاد الآخرين خاصة وأنه يقول أنه مهتم بقضايا المهاجرين. وعبر جود عن رغبة انخراطه في مقترح تكوين لجنة وزارية لمراقبة ما يجري داخل بيوت الأسر المهاجرة المنحدرة من البلدان الغير المنتمية للإتحاد الأوروبي وهو مقترح قد يرفضه المجتمع الإيطالي بقواه السياسية والنقابية والجمعوية. لكن الأكيد الذي لم يفهمه الذين يتجاهلون قيم المغرب، هو أن المغاربة يتلاحمون ويتضامنون دوما في حالة فقدان أحدهم. وبدون هرج ومرج، وكما هو معتاد في حالات الوفاة قامت الجالية والبعثة الديبلوماسية والقنصلية المغربية بإيطاليا بدورها. وبناء على هذا فإن تصرفات هؤلاء غير مقبولة بتاتا. كان عليهم أن يحترموا الأموات وذويهم والجالية المغربية بإيطاليا وممثلي المغرب في الخارج. وألا يتحدثوا عن هذه الجالية لأنهم ليسوا أهلا لذلك بل إنهم يسيؤون إليها. وللإنصاف أن المغربية المسلمة رشيدة الراضي لم تغير دينها وأنه تم تنظيم الجنازة يوم الجمعة مباشرة بعد صلاة الجمعة بأحد مساجد المنطقة وبحضور القنصل العام المغربي وأبوي الضحية. وأن وصول أهل الضحية إلى إيطاليا جاء بناء على تحركات حكومة المغرب ومؤسساته وأن تحمل مصاريف نقل الجثمان تتحمله حكومة المغرب وذلك أيضا لتلافي جمع الأموال بطريقة عشوائية قد يستغلها البعض للربح على حساب الموتى وذلك بناءا على طلب القنصلية العامة للمملكة المغربية ببولونيا، وأن الجالية المغربية بعين المكان على بال وأن طفلا الضحية هما أطفال أفراد جالية مغربية مقيمة بإيطاليا ولا ولن يمسهما سوء وسينالا نصيبهما من الرعاية. للتذكير أن جثة الضحية رشيدة الراضي وصلت إلى المغرب عبر الطائرة يوم السبت 03 دجنبر 2011 تعازينا الحارة إلى أهل الضحية، إنا لله وإنا إليه راجعون. والقضاء سيقول كلمته حتما ,,,