شعر : رفقا بالشباب ... رفقا بالشباب في عيد الشباب يا أهل الحل والعقد والأسباب فما بنى الوطن إلا شاب مخدوم خادم خدوم لا فتى مغبون بحمأة الرذيلة والجهل أو بزنازين الباطل , والنوى عن الأوطان الخلق كالنبت إن سقيته بعذب العلم والإيمان أينع وفاح نورا وسلاما لأب العشيرة كان طائعا لأمة الخلق صار مسالما جند للحق حيثما سار أو ثوى وإن شب بفلاة الجهل واليأس والفاقة طلع نارا تأتي على مجد من أيقظها وإن كان تاج بلقيس أو فرعون أو قارون لو درة من جهل حملت على تابوت بسماء سبع لأتت على زارعها وحاملها والمحمولة إليه فلا يبكي من لطمه ابن عشيرته إن ساء تقدير ارتوائه عجبت لأهل الكفر كيف يبنون نشأهم علما وفنا ورماية يرونهم رأي عين الرضا والأمل أسس حدائق العلا والفداء حماة للأوطان في كل الدواهي شتان بين زيد وكوهن ذاك يحضن وليده حميمه حتى إذا نأى عن الدنيا أورثه صكوك العلم والمكر والفن والإتقان زيد يلمح وليده أقوى أعدائه يسلب خيره وخيرات أرضه يرميه بكينونة التيه والضياع حتى إذا مات زيد ميتة الجاهلية ورث الوليد تركة الهرج والضلال فلا عجب إن صار الإفرنج خلائف الله بأرضه فما بقي للمسلمين إلا أوطان ممزقة وكلام الدون والخسف ما زاد بنيهم إلا شكا وجرحا وتفرقا فو الله ما شباب أمة الإسلام إلا واحد من ثلاثة صاح من الغفلة أمل الأمة للعون محتاج إن شاء الله صائب أو ضال في غيابة الرذائل ضائع للردع بمنع المحرمات ظامئ أو ملحد للحساب والألوهية ناكر للحرب بالحجة والبرهان طالب اصحوا يا علماء الأمة أنقذوا بنيكم من الغفلة كفى تسترا وراء القصور كفى جشعا في الدرهم والدولار أنتم أول الواقفين أمام الله بعد الرسل والأنبياء أيقظوا ضمير الحاكم والمحكوم انتصروا للفضيلة والحق لا يغرنكم متاع , نظير طمس العدل حذاري يا أبناء أمتي من عقاب الدنيا قبل حساب اليوم الآخر إن سرنا بعتمة الظلم والبين والضلال أتى لا محالة يوم لا تنفع فيه لومة لائم ولا صراخ غريق وحيد : ألا إني أكلت يوم أكل أخي الحاكم أو المحكوم ... بقلم عبدالرحمان المكاوي : 18/08/2017 م .