شكاية كانت وراء اكتشاف عملية التزوير علمت»الصباح» من مصادر عليمة، أن مصالح الشرطة القضائية بأمن خريبكة تباشر تحريات سرية، من خلال تجميع الكثير من الدلائل والإخباريات في محاولة منها تفكيك شفرات عصابة متخصصة في تزوير العملة المغربية، واللجوء الى النصب والاحتيال في ترويجها بالأسواق المحلية. أضافت المصادر ذاتها، أن فريقا من المحققين يستغل مكتبا إداريا منعزلا بالطابق الأول لمقر الأمن الإقليمي بخريبكة، يتبع مجموعة من المسارات فرضتها المعطيات التي توصل بها عناصر الشرطة القضائية، حول هوية وتحركات بعض الأشخاص الذين يستغلون التطور التكنولوجي في تزوير الأوراق النقدية المغربية، لتضيف أن عملية إيقاف المشتبه فيهم تبقى مسألة وقت فقط، وبررت ذلك بأن المحققين يعملون طيلة المدة الأخيرة على تقوية دلائل الإدانة، لمواجهة المشتبه فيهم وضمان فك عقدة لسانهم، للوصول لكل الأسماء التي سيثبت التحقيق تورطها في أخطر عملية إجرامية تضرب الاقتصاد الوطني. واستنادا إلى إفادات المصادر ذاتها، فقد وضع رجال الشرطة القضائية الأوراق النقدية المزورة رهن اشارة المختبرالعلمي والتقني للشرطة بالبيضاء، للاستفهام حول طبيعة ونوعية التقنيات والمواد الأولية المستعملة في التزوير. ويعول المحققون كثيرا على نتائج تقنيي المديرية العامة للأمن، لأنها ستساهم في الحسم في المسار الذي سيتبعه التحقيق، للوصول الى الجناة الثلاثة الذين وزعوا أموالا مزورة بخريبكة، ومن خلالهم جميع أفراد الشبكة التي تتحرك بطريقة خفية لتخريب الاقتصاد الوطني. وجاء اكتشاف تفاصيل القضية، إثر الشكاية المباشرة التي تقدم بها أحد الشباب أمام رئيس الشرطة القضائية بأمن خريبكة، حيث وضع أوراقا نقدية من فئة 50 -100 -200 درهم، بمكتب المسؤول الأمني وأكد بشأنها أنها مزورة، قبل أن يضيف أنه تعرض إلى عملية نصب واحتيال من طرف ثلاثة أشخاص، أحضرهم وسيط من أجل شراء دراجته النارية من نوع(سكوتر). وقدم المصرح المزيد من التفاصيل حول العملية بعد فحص أفراد العصابة للدراجة النارية، والتفاوض حول ثمنها بالساحة الموجودة بالقرب من أحد المركبات التجارية بالمدينة، حيث اتفق الطرفان على تحديد ثمنها في مبلغ 8000درهم، وتسلم الضحية مبلغا عربون عملية البيع، يتكون من 29 ورقة من فئة مائتي درهم، و15 ورقة من فئة 100درهم، و5أوراق من فئة خمسين درهما. وأكد المشتكي أنه سلم الدراجة النارية للأصدقاء الثلاثة بحضور الوسيط، في حين أصر على الاحتفاظ بالأوراق القانونية لدراجته النارية الى غاية تسليمه باقي ثمن البيع صبيحة اليوم الموالي، قبل أن يتفاجأ مباشرة بعد ذهابه لمنزل أسرته، بأن جميع الأوراق المالية التي تسلمها كعربون بيع دراجته مزورة، ليختم أقواله بوضعه الرقم الهاتفي للوسيط الذي عرفه بالمشترين رهن اشارة رجال الشرطة، وأكد أنه يمكنه التعرف على الأصدقاء الثلاثة ساعة ايقافهم. ووضعت المواصفات التي قدمها الضحية والوسيط لرجال الشرطة القضائية بخريبكة، أفراد العصابة موضوع البحث انتماءها إلى خارج خريبكة، حيث تصب مختلف التكهنات إلى تواجدها بالعاصمة الاقتصادية أو المناطق المجاورة، حيث تنشط عمليات بيع وشراء الدراجات النارية المسروقة، والتي غالبا ما تستعمل في عمليات الخطف والنشل. ولم تستبعد افادات مصادر»الصباح»، أن تكون علاقة قوية تجمع بين عصابة تزويرالعملات المغربية وعصابة تزويرالطوابع البريدية بالمدينة، مضيفة أن رجال الشرطة القضائية نجحوا في اعتقال شخص، ونشر مذكرة بحث في حق مجموعة من الأشخاص، ثبت تورطهم في تزوير وترويج طوابع بريدية مزورة الأسبوع الأخير بخريبكة، وأكدت التحريات الأمنية أنهم يستعملون تقنيات عالية في عمليات التزوير، دون أن تنفي شكوك المحققين حول ارتباط ملف تداول الأوراق النقدية والطوابع البريدية بشبكة واحدة، قد تكون جعلت من العاصمة الفوسفاطية فضاء لتجريب أنشطتها الإجرامية. حكيم لعبايد