بقلم مصطفى منيغ ... لم أكن على وفاق ممن ادَّعُوا أن حميد شباط أهل لظاهرة قائمة على "مواجهة التحدي بتحدي إن لم يكن في مستواه قارب آليته" ، لأنني اعلم أن الرجل يتم تحريكه وفق برنامج يتضمن فقرات تشير للتواجد التصاعدي في محطات ذهب لتخيلها واضعو إستراتيجية خارجة عن التواصل المضبوط بسلطة معروفة أو مكتب له خدامه من الميسور طرق بابه لأي كان باستثناء ما شكل دوما الاستثناء في حالات متعددة وإن كانت متباينة بعضها البعض لاختلاف الهدف أو القصد ، دون التنقيب عن توضيح ما يظل غير قابل للتوضيح ولكم من الذكاء ما يجعلكم تتصورون إلى أي حد تشاؤون . الظاهرة حالة ملموسة ، تمثل انسياقا لما أصبح بالممارسة المتكررة عادة إن كان مصدرها تفكير بشري منتهي بنتيجة هي بدعة مجازة إن كانت اجتهادا احترم المسموح به شرعا بكونه خير إن تفشى في المجتمع ، أو أساسها الطبيعة ولنا في التقلبات الجوية ما يتخذ مفهوم الظاهرة المعتاد عليها بصرف النظر عن التوقيت فذاك من أمر الخالق سبحانه وتعالى الحي القيوم ذي الجلال والإكرام . ... طبعا تتبعت بعض جلسات المجلس البلدي لجماعة زواغة الحضرية التابعة كانت لما سمي عمالة زواغة مولاي يعقوب ، وكلما خرجت ضحكت من أعماقي وكأنني أمام دور تقمصه الرئيس حميد شباط بتوافق مع متطلبات مسرحية مؤلفها كمخرجها غير معروف لدى العامة ، وحتى أكون متناغما مع قناعاتي نشرت رسالة مفتوحة موجهة لوزير الداخلية مؤرخة ب 27 يوليوز 2001 كتبت فيها بالحرف الواحد ما يلي : السيد الوزير : السلام عليك. "ما من مبصر للحقيقة إلا وآخذ مسلك الدفاع عنها، بعدها يُلام لو قصَّرَ . وما الأمر إلا كلمة طيبة يجب أن تُقال ، فحبذا لو انسلخ الباطل واصطدم بالواقع المعاش ليتبدد بلا هوادة، إذ مصائب الأقلام المنافقة تكاثرت هذه الأيام ، وهيهات أن يسلم أصحابها من توبيخ الضمير ، فالنتيجة واضحة كالشمس ، ولا بقاء في الساحة الصحفية المحلية ، بعد اليوم ، إلا للأعمال الصالحة المؤدية للإقناع الكلي أن التنافس في المجال السياسي يحتاج ، في الدرجة الأولى، أن يكون المتنافسون بيوتهم كلها من حجر أومن زجاج على السواء ، الحجم لا يهم هنا ، والديمقراطية وفرت على الجميع عناء التباهي بالألقاب والممتلكات . السيد الوزير : في منأى عن المغالطات المنبوذة ، وبعيدا عن الافتراءات العقيمة ، وترفعا عن المزايدات الفارغة الدلالة ، نقولها كلمة صدق تصل بمواقفنا النضالية الحقة ، أننا في هذه "ال زواعة" سئمنا الدوران مع الحلقات وكل التخطيطات القائمة على ضياع الوقت ، أو خلق تقاليع ما رغبنا ولا أجدادنا أن تكون المسلك الذي نتدافع مقهورين على اتخاذه ممرا لمسايرة متطلبات حياة مرة وفي جميع المجالات ، وأعيانا في هذا الجزء من الوطن انتظار ما يجعل أملنا في التغيير الإيجابي يتحقق بدل أن يتحول إلى سراب يجعل كل جميل فينا يتمزق ، وأرهقنا ما رأيناه ولمسناه من اختناق لقيمنا لتراثنا الحضاري ، كنا دوما مع الصبر إخوة وأشقاء ، وكنا مع الفضاء اللاعادي (المسيطر بلا حق علينا )عقلاء ، كنا النخلة المزروعة في بيداء (رغم الجفاف والزوابع والمحن) ترعاها العلياء، وكنا مع الصمود ذاك الجبل يتقبَّلُ صدمات الموج ولا يعبأ إذ معه مكاسب الشرفاء الصلحاء، وكنا ما لم يقدر لسان على البوح به ليصف الحالة وما لن يستطيع بيان كاتب يسطره لتوضيح قساوة الأحداث ، كنا متشبثين بنهجنا الديمقراطي وأصالة تربيتنا السياسية وواقعية ومصداقية رؤيتنا وأسس مواقفنا القائمة على التمسك بالمقدسات والمحبة للوطن والإيمان القوي والعميق بالتغيير الإيجابي في الجوهر لا في الديكور . السيد الوزير: باختصار شديد ... (يتبع في الجزء الرابع)