بعد أن كشفت إدارة مهرجان تورنتو عن التشكيلة الرسمية لأفلام مسابقتها الرسمية، اتجهت أنظار النقاد والسينمائيين إلى الجهة الأخرى من الأطلسي حيث الجزيرة الايطالية البندقية (فينيسيا) تحديدا والمهرجان الأقدم في العالم . تضم التشكيلة الرسمية لمهرجان فينيسيا في دورته السبعين والتي أعلن عنها الخميس الماضي في العاصمة روما، أسماء كبيرة في عالم الفن السابع، ولعل أشهرهم المخرج الياباني هاياو ميازاكي، أحد أعظم مخرجي الرسوم المتحركة الذي يتنافس على الأسد الذهبي بفيلمه الجديد :»الريح تعصف بقوة»، إلى جوار مخرجين مميزين مثل ستيفين فريرز وتيري غيليام وجوناثان غليزر .يترأس لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان، الذي يقام في الفترة ما بين الثامن والعشرين من غشت وحتى السابع من شتنبر، المعلم الكبير برناردو بيرتولوتشي . سيفتتح المهرجان بفيلم الخيال العلمي «جاذبية» بتوقيع المخرج المكسيكي آلفونسو كوارونس وبطولة النجم الأمريكي جورج كلوني والممثلة الأمريكية ساندرا بلوك اللذين يؤديان دور رائدي فضاء في مهمة مشؤومة. وتم إخراج الفيلم بتقنية ثلاثية الأبعاد. من الأفلام المتنافسة على الأسد الذهبي فيلم «فيلومينا» للمخرج البريطاني ستيفين فريرز، والفيلم يتناول قصة حقيقية لسيدة كانت تبحث لمدة خمسين عاما عن ابنها الذي أرغمت على التخلي عنه. ويعود البريطاني جوناثان غليزر في المسابقة ذاتها بأول تجربة إخراجية في مجال الفيلم الطويل من بعد فيلمه «بيرث» في عام 2004 ويشارك بفيلم»تحت الجلد» المقتبسة من قصة للكاتب الهولندي مايكل فيبر وتقوم بدور البطولة الممثلة الأمريكية سكارليت جونسون، التي تؤدي فيه دور شخصية مخلوق غريب يبحث عن فرائس بشرية في مناطق منعزلة في اسكوتلندا. الأمريكي جيمس فرانكو يقدم في فيلمه»ابن الرب» وهو حكاية شخصية عنيفة تعيش في كهف بولاية تينيسي الأمريكية، إضافة إلى الإخراج الفيلم من بطولة فرانكو نفسه. وبات مهرجان فينيسيا في تنافس شديد مع مهرجان تورنتو الذي يقام بفارق أيام فليلة، في الأيام الأخيرة من مهرجان فينيسيا، والتغير المزعج بالنسبة لإدارة فينيسيا هو عزوف عدد من المنتجين عن المشاركة في مهرجانهم والاكتفاء بالمشاركة في تورنتو على خلاف العرف السائد في السنوات الماضية بالمشاركة في كلا المهرجانين، يضاف إلى ذلك غياب بعض الشركات الإنتاجية في نسخة هذا العام، عن هذه النقطة قال المدير الفني للمهرجان البرتو باربرا في تصريح له «بعض المنتجين يستسلمون لأسباب مختلفة، منها أن الفيلم قد بيع في كل أنحاء العالم، لذلك يعتقدون خطأ أنه لم تعد هناك ضرورة للترويج للفيلم في المهرجانات،لأنهم يعتقدون أن الموزعين المحليين في كل بلد هم من سيتولى أمر الترويج ما أن ينزل الفيلم إلى الأسواق، لذلك هناك أسباب مختلفة لهذه الغيابات عندما نقارن بين تورنتو وفينيسيا». خارج المسابقة الرسمية، يعرض المهرجان 12 فيلما روائيا وسبعة أفلام وثائقية. من الأفلام الهامة التي يعرضها المهرجان خارج المسابقة الفيلم الكوري الجنوبي المثير للجدل موبياس من إخراج كيم كي داك، الذي واجه الصعوبات في عرضه في بلاده نظرا لتمحور الفيلم حول زنا المحارم. محمد الأمين / أمستردام