قصيدة من ديوان (صمت الصمت) ل محمد علي انور الرگيبي أن تكون متسخ الجسد رث الأسمال وصحو الضمير وصفي القلب فأنت الإنسان الإنسان *** أن تكون نقي الجسد أنيق المظهر جميل الثياب وعديم الضمير وقاسي القلب فأنت الشيطان الشيطان *** أن تحب أن تحلق في السماء وتجوب الأرض والفضاء وتعدو في الفيافي والبيداء وتغوص في الأنهار وعمق البحار فأنت والحرية اثنان دون سواء *** أن تحب أن تغور في الأدغال وتسكن الكهوف والإطلال وتمتطي الرياح والإعصار فأنت والحقيقة الشاردة حال من الأحوال *** أن تحب أن تشرب المياه العديمة وتقتات من القمامات المتعفنة وتمشي فوق الأوحال السائلة وتسبح في الأنهار الراكدة فأنت إنسان الآثام الآثمة *** أن تهوى الهوى والطرب وتطرب للحن والنغم وتعشق الشعر وجميل الكلام فأنت بهذا إنسان ليس من العدم *** أن تكون طيب الخلق حميد السلوك عفيف كريم عفو رحيم جميل الطباع فأنت ذاك الإنسان الإنسان *** إن تكون سيئ الخلق حقود حسود غض فض القلب لا ترحم فأنت والحجر الصلب الجلمود وألا إنسان سيان *** أن تكون نصير كلمة حق دون سواها وتقر بالذنب والخطيئة ولا تخجل لقولك والاعتراف فهي شيم الإنسان الإنسان ولست أنت الإنسان لولاها *** أنت تحب نفسك لأجل نفسك فأنت المغرور الأناني الجاحد الناكر للإنسانية والإنسان *** أن تحب نفسك من أجل الناس وفي حب الناس وتقدير الناس فأنت الإنسان المحب من الناس *** أن ترعى المودة ودفئ المحبة وصدق الإنسانية فأنت بإنسانيتك الإنسان الإنسان *** إن أنت ترعى الإنسان الأخر وتنشر المساواة و الإخاء وتحارب الميز والإقصاء وتناهض الظلم والافتراء وتقاوم جبروت الطغاة الأقوياء وترعى حق البسطاء الضعفاء فأنت الإنسان الإنسان من طينة الشرفاء النبلاء *** إن أنت للحرية طواق وللكرامة الإنسانية من العشاق ولنبد القمع نصير وفي درب النضال تسير فأنت الإنسان الإنسان بالتقدير أهل وجدير