بحيرة أكلمام أزيزا المحاطة بغابات وأشجار الأرز الشامخ، الساكنة هنا وهناك للهروب من حر الصيف القاتل، وأنت تسير بالطريق المؤدية لهذا المجال الغني بثرواته الطبيعية، ومياهه العذبة وكذا ثروته السمكية والحيوانية، من فرو وعسل طبيعي، وأعشاب طبيعية غنية، قد تظن أنك بصدد قطع مسافة بإحدى المناطق التي دمرتها الحروب، منطقة طبيعية أخاذة لم تأخذ جماعة أكلمام أزيزا تدابير للنهوض بها، رغم أن هذا المجال يدر الملايير على هذه الجماعة الترابية، فالأزبال والرائحة النتنة التي يشمها الزائر لمسافة بعيدة، تؤكد أن التخطيط الجماعي لم يأخذ بعين الاعتبار هذا المخيم الصيفي، فبرنامج عمل الجماعة لم يضع نصب أعينه تنمية المجالات السياحية والنهوض بها، ينضاف إلى هذا نظرة وزارة السياحة التحقيرية للمناطق الجبلية التي تزخر بمناظر طبيعية في غاية الجمال، وبها مؤهلات تسمح بتصنيفها ضمن المناطق السياحية الكبرى بالوطن. عيون أم الربيع، تيكلمامين، أكلمام أزيزا، بحيرة ويوان، منابع نهر اشبوكا، اكلمام ن ميعمي، مناطق ربما لم تدسها رجل مسؤول من قبل، كما أن اهتمامات الدولة منذ فجر الاستقلال لم تعر اهتماما للمناطق الجبلية بالمغرب، وكذا الحكومات المتعاقبة على التسيير بالمغرب، حيث صنفت ضمن "المغرب غير النافع لأبنائه" وكاستمرارية لسياسة ليوطي ضمن خانة المهمل، إلا من تهريب خيراته، وتم إهمال أهم المناطق الجبلية بالمغرب، تطبيقا لما تم التعاقد بشأنه بين أعداء الوطن والنخبة التي قادت الأمور بعد رحيل ليوطي. ساكنة هذه المناطق لم تنل نصيبها من التنمية، حيث خضعت دائما لتسيير مجالس جماعية هدفها هو الاغتناء من موارد المنطقة الطبيعية، حيث تخصص المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر حوالي 80% من المداخيل الغابوية لإعادة صيانة البنية التحتية، فيما ال20% تخصص لإعادة التشجير، كما أن غياب الرقابة عن هذه المناطق يطرح أكثر من سؤال، فلماذا يتم إغفال وتهميش هذه المناطق السياحية بإقليم خنيفرة؟ لماذا تغيب الجماعة من مخططاتها وبرنامج عملها النهوض بالبنية التحتية والنظافة لهذه المناطق؟ أين تذهب المداخيل التي لا تظهر آثارها على المجال؟