تتوسط الأعمال الفوتوغرافية الفنان أشرف بزناني مدار الفكر الفلسفي الحديث للروائي الشهير ألبير كامو و علم دلالات الصورة التي تعمق فيه رولان بارت من خلال البحث الذائم للمعنى الثالث، أو من خلال سيميوطيقا الصورة لفرديناند ديسوسير أو البحث اللساني للحديث للسيميولساني لجريماس بشكل يتماهى مع جنون تركيب الصور لكل من سلفادور دالي و هيلسمان. الخليط يتناغم مع نرجسية الفنان التي يعكس فيها لذة محنة البحث عن الذات و عكسها في قالب ينفض سخرية القدر أو الوجودية أو النقد الأدبي لقضايا العصر.لكن بطبيعة الحال من خلال صور فوتوغرافية مركبة مليئة بالإبداع في تسليط الضوء والشكل و الألوان. و يفتخر المغاربة بكون الفنان أشرف بزناني من أهم رواد هذا الفن في المغرب و الذي مثل الوطن في أكبرالمحافل الدولية وأشهر قاعات العرض العالمية .آخرها صوره المعروضة في متحف اللوفر. من هو أشرف بزناني؟ أشرف بزناني من مواليد مدينة مراكش. بدأ حياته الفنية رساما وفنانا تشكيليا، كان ذلك سنة 1994 حين أحرز الجائزة الثانية وطنيا في مسابقة للرسم والفن التشكيلي، فتوالت المشاركات في المسابقات ونيل الجوائز، إلا أنه وجد قيودا تقيد أنامله كما تقيد الرسومات التي يبدع، حسب قوله، فقد كان يريدها تتحرك وتتكلم، وسرعان ما اجتذبه فن السينما، الذي وجد فيها المبتغى، صورا يرسمها في مخيلته ليحركها بكامرته. بدأ عصاميا، وأخرج أول فيلم قصير سنة 2006 ، بعنوان "مسيرة" وهو فيلم تجريبي من ثلاث دقائق يحكي مسيرة طفل في صراعه مع الأمية، الفيلم الذي نال الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للفيلم التربوي القصير بمدينة الدارالبيضاء بعد تنافسية مع 50 فيلما. أنتج فيلما قصيرا ثانيا بعنون "مهاجر" من إخراجه وتصويره، فيلم تجريبي من سبع دقائق يحكي عن معاناة مهاجر بين الغربة والحنين إلى الوطن الأم، كان فيلما للهواة لكنه حمل أفكار محترفين على الرغم من تصويره بمعدات بسيطة.أحرز الفيلم عشرات الجوائز المحلية والدولية كان أبرزها، جائزة أحسن فيلم في مسابقة الفيلم القصير نظمتها جامعة الدول العربية وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم القصير والوثائقي بالدارالبيضاء والجائزة الكبرى لمهرجان فيلم الهواة بسطات … وكانت العودة إلى هواية الصغر، التصوير الفوتوغرافي، لكن بوسائل تقنية أكثر تطورا حقق من خلالها شهرة واسعة في أوروبا وأمريكا. الهدف من السريالية في أعمال بزناني الفوتوغرافية يقول بزناني: "الجمال مرتبط بالغريزة والعاطفة، والابداع هو الوقوف على حافة الجنون .. وما أراه جميلا لايراه غيري كذلك بالضرورة. لكن في كثير من الأحيان، الغرابة في الصورة تجعلها مميزة وجميلة ويجمع الكل على ذلك بالنظر لتفردها". عرف جيمس ويلسون وسول ليويت الفن المفاهيمي بأنه فن من أجل الفن فقط. وهذا الشعار يهدف إلى تحرير الفنان من القيود الدينية والاجتماعية وحتى القيود الفنية أي المهارة الحرفية لدى الفنان، وإعطاء الفنان مطلق الحرية في تقديم فكره كما يشاء. بحيث تكون الفكرة هي الاساس بغض النظر عن المضمون الذي يحتويه العمل. والفن المفاهيمي في أصله فن متغير لا يدوم، لذلك فالأصل في الاعمال المفاهيمية أنها لا تباع ولا تقتنى . يضيف بزناني: "أود شخصيا أن أمنح الجمهور المغربي خاصة والعربي عامة فرصة تذوق هذا الفن التصويري الرائع الذي لم يعرف في العالم العربي إلا منذ حوالي عشر سنوات، موضحا من خلاله أن المصور صاحب رسالة يرغب بإيصالها عن طريق الصورة، بحيث أعمل وفق خطة لتنفيذ كل عمل بالطريقة التي تعطي الرسالة قوة ووضوحا. فقبل كل عمل أستحضر في ذهني مفهوما معينا وأبدأ بالتحضير لالتقاط الصورة التي تناسب هذا المفهوم، وهنا يعمل الخيال على تطوير الفكرة التي يمكن تنفيذها بمساعدة برامج خاصة. كما أن لكل صورة رسالة مرتبطة بها تؤثر في الفكر بشكل مباشر. التصوير الغرائبي والمفاهيمي فن نخبوي وراقي جدا ويمثل الحداثة الفنية ولا غرض ربحي من ورائه".