كل زائر لمنطقة اعوينات التابعة للجماعة القروية حد بوحسوسن حيث الماء والأراضي الخصبة لابد أن تثير انتباهه القنطرة التاريخية الجاثمة على واد سيكسو أحد روافد واد أبي رقراق، بعدما تهاوى جزء من جانبها الحديدي يعمها النسيان والإهمال ولا يتم تذكرها إلا عندما يفيض واد سيكسو في فصل الشتاء أو عندما تمطر عاصفة رعدية صيفا، فيكون أجمل ما تستحق صورة للوادي يعلو هيبتها وعظمتها وكبرياءها المفقود أو تظفر بفيديو لزائر يؤرخ آلامها وصرخاتها التي يردد صداها مكان لعلع فيه صوت الرصاص لجلاء محتل ذات لحظة لازالت راسخة في ذاكرة أهالي بوحسوسن المناضلة . تضاربت الروايات التاريخية حول تاريخ بنائها بين قائل أنها إرث كولونيالي وبين من يرجع تاريخ بنائها إلى حقبة السبعينيات من طرف أحد أعيان المنطقة، فيما آخرون يشيرون إلى أن تاريخ بنائها يعود إلى القرن الثامن عشر ويربطون هذا بتاريخ الوادي، وهناك رأي رابع يرجح فرضية أنها إرث كولونيالي مع الإشارة إلى ترميمها في سبعينيات القرن الماضي . الأستاذ المصطفى الحسناوي باحث في التاريخ في تصريح لخنيفرة أون لاين قال" لقد ورد اسم واد سيكسو في الرحلة المشهورة التي قام بها الرحالة الفرنسي الكبير شارل دو فوكو من الجزائر إلى المغرب ما بين 1883م و1884م وخص هذه المنطقة بوصف رائع حيث بات بمنطقة اعوينات في أوائل شتنير 1883م, ومنها عبر حد بوحسوسن نحو أبي لجعد ليواصل رحلته التاريخية للمغرب ........."، ويضيف أستاذ التاريخ بالثانوية الإعدادية حمان الفطواكي بمريرت قائلا «كما أشار شارل دو فوكو إلى كرم وطيبوبة سكان هذه المنطقة حيث تمت استضافته من قبل أحد الأسر القاطنة على ضفة هذا النهر الذي أسهب في وصفه وفي ذكر ما تزخر به المنطقة من ثروات غابوية وحيوانية..."، وذهب صاحب الاستقصا إلى نفس المنحى حين زار قرية زاوية تاغيا واصفا لها ونواحيها وصفا جميلا حيث أعجب بغاباتها ووديانها, وذكر بأن أشهر أنشطة سكانها تربية الماعز والنحل ... كما شهدت معارك طاحنة كذلك سنة 1913م سقط فيها عدد كبير من الشهداء. وفي سياق متصل أكد مراد الزهري رئيس تعاونية اعوينات لتجميع الحليب وتسويقه لخنيفرة أون لاين أن القنطرة إرث تاريخي، كما أن الطريق تحتاج إلى الإصلاح وهذا يؤثر على مردودية إنتاج الحليب، حيث يصعب دخول صهريج الحليب إلى المنطقة التي يمكن اعتبارها قطبا فلاحيا بالإقليم، إذ تساهم بشكل كبير في إنتاج الحبوب والخضروات خاصة البصل، لهذا ندعو المسؤولين إلى الالتفات لهذا القطب الفلاحي الواعد الذي ينتظر منه تشغيل أبناء المنطقة وإنعاش الاقتصاد المحلي" . إلى هذا تبقى قنطرة واد سيكسو كأيقونة ومعلمة تاريخية تموت ببطء أمام صمت المجتمع المدني وتخاذل صناع القرار بين ماض مجيد وحاضر بئيس ندق ناقوس الخطر فهل من آذان صاغية؟