إنّ الطريق ما عادت مليئة بالأشواك وإن الأيادي البيضاء جاءت تنسفها في عزِّ النهار لكن الأيادي البيضاء إذا ما سعت للأشواك ترجع مخضبّةً بالدماء مكسورة العظام يقولون إن الليل قد مضى وأنّ العيون ما عادت مغلقة وصارت ترفع الجفون لتبصر في الظلام وتبغي بصيص الضّياء ولو من ثلمة ظلام لتضيء مجيء الأيام وتقينا عثرات الزمان لكن العيون دوما تغضُّ الجفون على القذى والحشائش وإن حملقت في الظلام فُقِئت حتى العماء يقولون إنّ الأيادي ولو قِصار تطول بالعزيمة والآمال لتقطف الرّغائب ولو قصاء لكنها بكل جلاء مغلولة إلى الأعناق برباط القهر والإقطاع حتى ما عادت تجرؤ على بسطها إلى العلاء وألفت طيّها على صدر اليأس والخنوع يقولون إنّ شمس العهد الجديد ها قد أشرقت وغمرت ضياؤها كل البلاد وبحرارتها اليوم ستغمر كلّ البلاد وتدفئ الفراخ في أوكارها كما كانت تدفئ السِّباع وأنّ شعاعها سيغمر البقاع وذرى الجبال والوادي وبين الحفر وأنّ الضباب القاتم سيتبخر في متاهة السماء وأن جليد السنين على الصدور ستُضْنيه حرارة الدّهر الجديد وستصحو سماء البلاد لكن دجنة اليوم قتماء من الأمس أمّا شُعاع تلك الشمسِ فيداعب القمم والسِّفحِ أما بقاع الوادي وبين الحفر ففراخها ترتعش من جوف الظلام وقر الصقيع ونظرة الكواسر.