توفيت سيدة في العقد الخامس من عمرها ، جراء ما أسمته عائلتها خطأ طبي ،أول أمس بعدما تم نقلها من مستشفى الإدريسي في ظروف مزرية ،إلى مصحة خاصة لإجراء تصفية للدم بعد إصابتها بقصور كلوي مزمن، قبل أن يقوم الطبيب بمحاولة نقلها ميتة من المصحة الخاصة إلى المستشفى العمومي و ينكشف أمره. و تعود تفاصيل الفضيحة التي اهتز لها الرأي العام القنيطري ، إلى يوم الأحد الماضي بعد الزوال ،حيث قامت عائلة المتوفية بنقلها إلى قسم المستعجلات بمستشفى الإدريسي بالقنيطرة على إثر ألم على مستوى معدتها و الذي كان ينتج عنه تقيء حيث تم إجراء إسعافات أولية على الضحية وطلب منهم إجراء أشعة و تحاليل على المصابة على أن تبقى نزيلة المستشفى تلك الليلة.وفي اليوم الموالي وبعد الإطلاع على التحاليل من طرف الطبيب، صرح أن المرحومة مصابة بفشل كلوي مزمن ، و أن حالتها تستدعي تصفية دم مدى الحياة ، و أن الأمر يتطلب مصاريف طبية على وجه الاستعجال ، و أن العملية لن تتم إلا بمصحة الجوهرة لتصفية الدم بالقنيطرة بدعوى أن مستشفى الإدريسي لا يتوفر على مكان للمصابة لتحقيق ذلك . أجبرت العائلة على الأداء للطبيب مباشرة بمقر عمله بمركز تصفية الدم بمستشفى الإدريسي ،وبمجرد أن حصل الطبيب على ثمن إجراء عملية زرع أنبوب التصفية المقدر في مبلغ 1000 درهم ، قام بزرعه على وجه السرعة و طلب منهم نقلها على وجه الاستعجال الى مصحة جوهرة لتصفية الدم بالقنيطرة ، على متن سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر. وبعد مدة قصيرة،طلب منهم مجددا أداء ثمن أنبوب أخر لأن الأنبوب الذي استعمله بمستشفى الإدريسي كان غير صالح. قبل أن يلاحظوا أن الطبيب الرئيسي للمصلحة يحضر إلى على وجه السرعة و يدخل الى قاعة التصفية حيث توجه مباشرة إلى الضحية و يعود إلى العائلة ويطلب منهم في حالة ارتباك ، أن علينهم إعادتها الى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة لحالتها الحرجة ، واقترحنا عرضها على قسم الإنعاش بمصحة ميموزة المحادية لمصحة جوهرة ، إلا أن المشتكى به أصر على نقلها الى قسم المستعجلات بمستشفى الإدريسي. و على متن سيارة الإسعاف ، حاولت أخت المرحومة استفسارها عن شعورها بالألم، و اكتشفت كون أختها كانت مغطاة الوجه ولا تجيب فسألت سائق سيارة الإسعاف فأجاب » لا حول ولا قوة إلا بالله » لقد كانت جثة هامدة. فرفضت العائلة إنزال الضحية من سيارة الإسعاف إلي حين معرفة الأسباب وراء وفاتها و التي نقلوها أول مرة وهي في كامل قواها العقلية و البدنية ،حيث صرح لنا طبيب قسم المستعجلات أنها متوفاة. ليتم إخباررجال الأمن بالواقعة و وضع شكاية في الموضوع لدى وكيل الملك بمحكمة الاستئناف ،الذي أمر بإجراء تحقيق و تشريح طبي لمعرفة كل ملابسات الواقعة. و قد اتصلت الوكالة المغربية للصور الصحفية بكل من مدير مستشفى الإدريسي و الطبيب (ح،ب)الذي أشرف على الضحية، لأخذ وجهة نظرهم دون أن تتمكن من ذلك ، في حين صرح الدكتور الطاهري ،الطبيب الرئيسي بمصحة الجوهرة ؛ في رده أن الدكتور « ح،ب »، اتصل به يوم الاثنين من أجل إخباره بقدوم مريضة في حالة مستعجلة من أجل قصور كلوي مزمن ، و أن مستشفى الادريسي لا يتوفر على التجهيزات الضرورية فوافق على قبولها من أجل انقاذها . و بمجرد قدوم سيارة الإسعاف، اكتشفنا أن الضغط الدموي منخفض جدا كما أن نبضات القلب ضعيفة و تعاني من صعوبة في التنفس و بالتالي كان مستحيلا إجراء التصفية في تلك الظروف. إضافة إلى أن المرحومة كانت مريضة بالروماتيزم و أنها تلقت صدمة نفسية قوية بعد أن فقدت ابنها مؤخرا. أما بخصوص رفض إدخال المرحومة إلى مصحة ميموزا وإصرار « ب ،ح » على إرسالها إلى مستشفى الإدريسي بقسم الإنعاش ،فذلك لان الإجراء ات و الوقت كانا لايسمحان والمريضة أصلا جاءت في حالة احتضار.