في خطوات متلاحقة وتتصاعد يوما عن يوم خاض "تجمع حاملي الشهادات المعطلين بإقليم اشتوكة أيت باها" يوم الجمعة وقفة احتجاجية مباغتة بعد إنتهاء الصلاة مباشرة، أمام المسجد الكبير لمدينة بيوكرى، وشكلت هذه المظاهرة سابقة على مستوى فضاءات الإحتجاج بالإقليم إذ لأول مرة تشهد المدينة وقفة احتجاجية انطلاقا من المساجد، وهي كلها معطيات تحيل على استمرار المعطلين في خوض احتجاجات عارمة بشكل يصفه المراقبون المحليون بأنها أشكال تجاوزت خط اللاعودة وأعلنت دخول معطلي الإقليم في مواجهة مصيرية مع السلطة عنوانها الأبرز"معركة حياة أو موت" ضد ما يصفونه بسلسلة من الوعود الكاذبة التي تمتص بها العمالة قضيتهم الإنسانية لربح المزيد من الوقت. وقد انطلق مسار هذه الوقفة النوعية وغير المسبوقة بعد خروج جموع المصلين من المسجد، إذا لم تكد أفواجهم الأولى تتجه نحو الشارع العام حتى انطلقت بشكل مفاجئ صرخات مدوية وترديد قوي للشعارات أعقبتها كلمات مستنكرة لمآل ملف البطالة بالإقليم ألقاها عدد من المعطلين وقد لاقت انتباه الساكنة. على صعيد آخر لم يسلم عدد من المارة وبعض المصلين من تحرشات رجال الأمن قصد منعهم من الإلتحاق بحلقية المعطلين التي احتشدت وسط الطريق ورغم ذلك أصر الغالبية منهم على الإستماع لتدخلات أعضاء التجمع الذين أعلنو بشكل صريح رفضهم القاطع واستنكارهم لعدم تمكينهم من الحق الدستوري في الشغل وعليه يطرحون أسئلة من قبيل "جدوى أي استفتاء دستوري في ظل غياب حقهم الطبيعي في العمل والحياة الكريمة" على اساس أن ماهو اجتماعي يجب ان يحسم فيه ويسبق أي تعديل للوثيقة الدستورية خصوصا وإن كان حل هذه المشكلة الإنسانية بيد السلطة التي تماطل في تنفيذه. ويشار إلى أن كل هذا الحراك الإحتجاجي يرتقب أن يتصاعد في الأيام القادمة مع اقتراب الإستحقاقات القادمة منذرا بصيف ساخن ستعيشه مدينة بيوكرى في ظل ما يسميه المعطلون "تماطل عامل الإقليم عن تسوية هذا الملف " ويجدر التنويه إلى أن هذه الخطوة المفاجئة، جريا على عادة التجمع، لم يعلن عنها سابقا، وخلفت حالة من الإضطراب الشامل في صفوف السلطة وأجهزتها التي سارعت للإلتحاق بعين المكان خصوص وأن عامل إقليم اشتوكة أيت باها قد أدى صلاة الجمعة في نفس المسجد ولم يغادر رفقة موكبه حتى تفرق المعطلون.