لا تزال تونس تعيش على وقع ضجة طرد الأمير هشام العلوي، ابن عم ملك المغرب محمد السادس، عندما حضر الأوّل إلى البلاد منتصف الأسبوع الماضي لإلقاء محاضرة سياسية، إذ وصف الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، ترحيل الأمير بالفضيحة، فيما عبّر الرئيس الباجي قايد السبسي عن استيائه ممّا حصل. وكتب المنصف المرزوقي على صفحته الرسمية في فيسبوك إن “طرد الأمير هشام العلوي، -وبغض النظر عن أي اعتبار سياسي – فضيحة خاصة وأن الرجل جاءنا ضيفا لحضور ندوة علمية “، مردفا: ” كل الأسف والاعتذار مع الأمل ألا تتكرّر مثل هذه الحوادث المؤسفة.
وتابع المرزوقي: ” على شرطتنا في الحدود أن تتعامل مع كل الزائرين بالقدر الأقصى من المهنية والاحترام أكان الزائر شخصية أو شخصا”.
ونقلت سعيدة قراج، المتحدثة باسم الرئاسة التونسية، أن الباجي السبسي مستاء لما حصل للباحث هشام العلوي، متحدثة على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن “عملية الترحيل تمت وفق إجراءات إدارية آلية لم يتم الرجوع فيها إلى المسؤولين”، وهو “ما نأسف له”.
كما أصدرت 12 جمعية تونسية بيانا اعتبرت من خلاله أن إجبار الأمير هشام على مغادرة تونس لمَنعه من المُشاركة في ندوة علمية يعدّ “خرقا جديدا من قبل الحكومة التونسية للحقوق والحريات التي يضمنها الدستور لاسيما في فصله 31، إضافة الى عدم احترام الالتزامات و المواثيق الدولية في هذا المجال”، إذ يضرب القرار “مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير والحريات الأكاديمية”. وعبّرت الجمعيات الموقعة عن خشيتها من أن يكون قرار الترحيل “نابع من رغبة الحكومة التونسية مجاملة بعض الأنظمة الملكية، لا سيما في المغرب، الغاضبة من دعوة الأمير هشام إلى النسج على منوال الأنظمة الملكية الدستورية و التخلي نهائيا عن مُمارسات الأنظمة الملكية المُطلقة”. وأشارت الجمعيات الموقعة، ومنها الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، و المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية، طرد الأمير هشام بمثابة “محاولة العودة الى الممارسات المُشينة التي خِلنا انها اندثرت مع النظام السابق “، معربة عن تضامنها معه.