تعيش فرنسا على وقع أزمة نقص حاد في الوقود بمحطاتها بسبب إضراب نظمه عمال مصفاة تابعة لإحدى الشركات الفرنسية. هذه الأزمة، أججت غضب المواطنين والسياح الذين باتوا مجبرين على الوقوف في طوابير طويلة أمام محطات الوقود تمتد لمئات الأمتار، وفق روبورتاجات مصورة نشرتها مواقع وقنوات فرنسية. ووفق ما وثقته كاميرات الصحافيين، ببعض المناطق، لا يمكن لكل المواطنين التزود بالوقود في ظل هذه الأزمة، فقط أولئك الذين يشتغلون في قطاعات حساسة كالأطباء والممرضين. وحسب ما نقلته قناة "فرانس 24′′، فإن ثلث محطات الوقود مشلولة بسبب الإضراب، ما دفع الحكومة إلى منع شراء الوقود في الأوعية البلاستيكية وحاويات السوائل، خاصة في منطقة "لي هوت دو فرانس" حيث شهدت محطات بيع الوقود إقبالا كبيرا وغير عادي للزبائن. وحسب نفس المصدر، فقد قررت الحكومة استخدام ما يسمى ب"المخزون الاستراتيجي" التابع للدولة في بعض المناطق التي تعاني أكثر من نقص مادة الوقود، وذلك في خطوة لتهدئة الوضع وتخفيفه. "لا للهلع". هكذا علق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على أزمة الوقود التي تطال محطات فرنسية عديدة بسبب إضراب عمال مصفاة شركة "توتال" النفطية، داعيا الفرنسيين إلى التحلي ب"الهدوء"، وعمال المصفاة إلى التحلي ب"المسؤولية". وقال ماكرون، خلال الندوة الصحفية الختامية لقمة براغ: "أتفهم القلق الذي ينتاب العديد من مواطنينا بخصوص نقص الوقود. أريد من هنا أن أبعث رسال أدعو فيها إلى الحفاظ على الهدوء والتحلي بالمسؤولية. كل المطالب المتعلقة بالأجور مشروعة لكن لا ينبغي أن تمنع الآخرين من العيش أو من التنقل". يذكر أن الكونفدرالية العامة للعمال الفرنسيين، كانت قد طالبت برفع مستوى الأجور ب10 بالمائة خلال العام 2022 (7 بالمائة بسبب التضخم و3 بالمائة من أجل تقاسم الثروة)، لكن إدارة الشركة قالت إنها رفعت الرواتب بنسبة 3,5 بالمائة في 2022، مشيرة إلى برمجة "لقاء آخر في 15 نونبر المقبل سيكون مخصصا لمسألة الأجور في 2023".