لم تمنع التساقطات المطرية الغزيرة التي شهتدها مندينة فاس والأقاليم المجاورة، العشرات من الأساتذة والمعطلين والطلبة من المشاركة في إنزال جهوي، اليوم الخميس، أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة، وذلك للمطالبة بإسقاط مخطط التعاقد وإلغاء شروط الوزير بنموسى لاجتياز مباريات مهن التدريس. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطات الحكومية، واعتبروا بأن الشروط التي أقرها الوزير بنموسى تدق آخر مسمسار في نعش التعليم بالمغرب، كونها ستؤدي بخريجي الكليات المفتوحة من حاملي شهادات الإجازة الأساسية والمهنية، إلى المصير المجهول. وقالوا إن شرط السن يكرس الإقصاء بالنسبة لفئات واسعة من الخريجين، ويتناقض مع الإجراءات القانونية المعتمدة في ولوج أسلاك الوظيفة العمومية. كما اعتبروا بأن مخطط التعاقد يخلق فئة هشة من الأساتذة، وهو ما يتعارض مع شعارات الجودة وتأهيل المنظومة التي ترفعها الحكومة الحالية. وتزامنت هذه الاحتجاجات مع تصعيد للطلبة في الكليات المفتوحة بجامعة فاس، حيث قرروا مقاطعة الدراسة، والانخراط في اعتصامات للمطالبة بتحسين ظروف الدراسة والتعلم، وذلك إلى جانب الدعوة إلى إسقاط القرارات التي اعتمدها وزير التربية الوطنية والتي تخص تسقيف السن لاجتياز مباريات مهن التدريس في 30 سنة، واعتماد الانتقاء، وإقصاء ذوي الاحتياجات الخاصة، وحرمان المشتغلين في القطاع الخاص من هذا الحق. وكانت تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بالجهة قد دعت إلى إنزال جهوي، وانخرطت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين في هذا الإنزال، قبل أن يلتحق بها طلاب الكليات المفتوحة.