أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري لطيفة أخرباش أن تطور أنماط الاستهلاك الإعلامي جراء سيادة شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، أدى إلى استفحال التعرض للأخبار الزائفة، داعية وسائل الإعلام إلى تعزيز كفاءاتها في مجال التحقق من الخبر وربطه بسياقه. وقالت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إنه "بالرغم من أن صناعة ونشر الأخبار الزائفة قديمة قدم المجتمعات البشرية، إلا أن ظاهرة الأخبار الزائفة المتداولة بشكل واسع أخذت في سياق التواصل المرقمن أبعادا وتمظهرات جديدة كما اتسعت دائرتها إلى فاعلين جدد". وأضافت أخرباش، خلال مشاركتها في أشغال الندوة الدولية للشبكة الفرنكفونية لهيئات تقنين الإعلام المنظمة يومي 08 و09 نونبر 2021 بتونس، من طرف الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسية والتي تتولى رئاسة الشبكة حتى سنة 2022، "أن سياقات الأزمة توفر بلا شك ظروفا مواتية لتنامي التضليل الإعلامي، ولا أدل على ذلك التداول الجارف للأخبار الزائفة خلال جائحة كوفيد 19، لكن الأكثر مدعاة للقلق هو ما يلاحظ من تطبيع مع الممارسات التضليلية". كما اعتبرت رئيسة هيئة التقنين المغربية في تقديمها لمخاطر هذا التطبيع، أن "هذه الممارسة لها أيضا آثار وخيمة على الحياة الاقتصادية"، مبرزة أن "تسرب الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة إلى داخل المجتمعات تجعل العلاقات بين الأفراد، وبين المجموعات، وبين الأفراد والمؤسسات، صدامية وعدائية، كما تساهم هذه الممارسة في تقاطب المجتمع وتهديد العيش المشترك". وعلى المستوى السياسي، أكدت رئيسة الهيئة العليا خلال مداخلتها بالجلسة المخصصة لموضوع "دور هيئات تقنين الإعلام في محاربة الأخبار الزائفة"، أن "الأخبار الزائفة تضعف الديموقراطية من خلال التشكيك في أهلية ومشروعية النخب والمؤسسات والفعل العمومي، وذلك دون اقتراح أي بديل"، موضحة أن "نظريات المؤامرة بوصفها إحدى الأشكال والتمظهرات العديدة للأخبار الزائفة، تضعف الديموقراطيات أيضا باستهدافها لمصداقية وسائل الإعلام باعتبارها سلطة موازنة تتيح مراقبة ومساءلة باقي السلط". وختمت أخرباش مداخلتها بالقول "إن تطور أنماط الاستهلاك الإعلامي جراء سيادة شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، أدى إلى استفحال التعرض للأخبار الزائفة مما يزيد من ثقل مسؤولية الصحافة المهنية في محاربة ظاهرة التضليل الإعلامي". ولتحقيق ذلك، شددت المتحدثة ذاتها، على ضرورة تعزيز وسائل الإعلام لكفاءاتها في مجال التحقق من الخبر وربطه بسياقه وتحليل أبعاده، مبرزة أنه "مثل هذه القدرات باتت ضرورية أكثر في زمن أضحت فيه الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية مصدرا إخباريا أساسيا بالنسبة للأفراد وكذا للصحافيين أنفسهم". يشار إلى أن الشبكة الفرنكفونية لهيئات التقنين تعد إحدى الشبكات المؤسسية الستة عشر التابعة للمنظمة الدولية للفرنكفونية، وتضم 30 عضوا من أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية، كما تشكل فضاء للنقاش والتبادل حول قضايا ذات اهتمام مشترك بين هيئات تقنين الإعلام، كما لها برامج في مجالي التكوين والتعاون.