بعد سلسلة من الاعتقالات التي أطاحت بعدد من رموز الإجرام بمدينة فاس، تواصل المعطيات التي توفرها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الإطاحة بالمتورطين في ارتكاب السرقات باستعمال الأسلحة البيضاء، والتي تكون عادة عبارة عن سيوف يطلق عليها سيوف "الساموراي". وفي هذا الصدد، تمكنت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة فاس بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم أمس الأربعاء، من توقيف تسعة (09) أشخاص يمتهنون الحدادة، وذلك للاشتباه في تورطهم في صناعة وإعداد وترويج أسلحة بيضاء من شأنها المساس بأمن المواطنين وسلامتهم الجسدية. وقالت المصادر إنه تم توقيف المشتبه فيهم التسعة على ضوء معلومات دقيقة تشير إلى الاشتباه في استغلالهم لورشات خاصة بالحدادة في تصنيع أسلحة بيضاء من مواد أولية من الحديد والصلب، عبارة عن سكاكين من الحجم الكبير وسيوف وأدوات قاطعة، وذلك من أجل ترويجها لفائدة مشتبه فيهم متورطين في ارتكاب اعتداءات جسدية وأفعال إجرامية موسومة بالعنف. وقد مكنت عمليات التفتيش التي تم تنفيذها بمجموعة من ورشات الحدادة بأحياء سيدي بوجيدة وعوينات الحجاج والمدينة القديمة بمدينة فاس، عن حجز ما مجموعه 21 سيفا من الحجم الكبير ومجموعة من الأدوات المستعملة في تقطيع المعادن والحديد ولحمها وتجهيزها لهذه الأنشطة الإجرامية. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة الأبحاث التمهيدية التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد الخلفيات والدوافع المحيطة بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وذكرت المصادر بأن هذه العملية الأمنية في سياق تدخلات مماثلة شهدتها مدينة فاس خلال الأيام القليلة الماضية، ومكنت من تفكيك مجموعة من الشبكات الإجرامية المتورطة في عمليات الابتزاز والسرقة بالعنف وتحت التهديد باستعمال الأسلحة البيضاء، وأسفرت عن توقيف ما مجموعه 41 مشتبها فيه تم تقديمهم إلى العدالة فور انتهاء إجراءات البحث.