لا مراء في ان وظيفة المؤسسة التعليمية لم تعد تقتصر على التعليم و التدريس، بل صارت تلعب دورا وظيفيا ذا بعد تربوي مجتمعي، و ذلك من خلال برمجتها لأنشطة موازية تستهدف ترسيخ قيم المواطنة و السلوك المدني، و ترصد السلوكات الإيجابية في نفوس الناشئة و تصحح السلوكات السلبية لديهم، و هو ما تتوخاه الأنشطة التحسيسية المبرمجة ضمن المناسبات الاحتفالية ، كالاحتفاء باليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي يصادف 18 فبراير من كل سنة والذي تسعى من وراءه المؤسسات التعليمية تعريف المتعلمين بحقوقهم و واجباتهم في الطريق، و تحفزهم على الالتزام بقواعد السلامة. وفي هذا الاطار خلدت مدرسة الياسمين المتواجدة بمنطقة سوكوما بتراب مقاطعة المنارة اليوم الوطني للسلامة الطرقية بعد زوال الثلاثاء 16 فبراير 2021 وذلك بشراكة مع جمعية التعايش للتربية و الثقافة والتنمية الاجتماعية التي دأبت على المشاركة السنوية في هذا النشاط بالمؤسسة إلى جانب مكتب جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، وقد تم الاحتفاء بهذه المناسبة هذه السنة تحت تيمة " جميعا من اجل سلوك مدني في الطريق". وتمحورت هذه الأنشطة والفعاليات ، التي توجهت نحو متعلمي ومتعلمات مدرسة الياسمين ، حول موضوع السلامة الطرقية واستهدفت بالخصوص تعريف الناشئة من خلال عروض نظرية وأشرطة مرئية ومسموعة وورشات تطبيقية كيفية التعامل الأمثل مع الطريق واحترام قانون السير. كما قدمت خلال هذه العروض التي استحضرت المستويات التعليمية والفئة العمرية في ترتيب فقرات محتواياتها ومضامينها ، التي أشرف على تنشيطها الاطر التربوية بالمؤسسة وفريق جمعية التعايش ، مجموعة من النصائح والتوجيهات للتلميذات والتلاميذ حول قواعد وأساسيات السلامة الطرقية واحترام قانون السير والجولان و توعيتهم بأخطار حوادث السير وأهمية نشر هذه الثقافة وضرورة الوعي بالكيفية المثلى للتعامل الآمن والسليم مع الطريق سواء كانوا راجلين أو راكبين أو سائقين لدراجاتهم الهوائية. وتم التأكيد على ضرورة ترسيخ ثقافة السلامة الطرقية والأمن المروري لدى التلميذات والتلاميذ من خلال حثهم على احترام قانون السير والامتثال للعلامات والاضواء المرورية والتشوير من خلال دروس ميدانية تطبيقية بفضاء المؤسسة، فضلا عن ضرورة تعزيز الوقاية في المجال الطرقي. وعرفت مختلف الأنشطة المبرمجة خلال هذه التظاهرة الاحتفالية تفاعلا ايجابيا من لدن تلميذات وتلاميذ المؤسسة الذين أبدوا اهتماما كبيرا بها من خلال استفساراتهم وتساؤلاتهم العميقة حول مختلف الفقرات التنشيطية المتعلقة بالسلامة الطرقية. كما نوه اباء او لياء التلاميذ والاطر التعليمية بمدرسة الياسمين بالبعد التربوي و التحسيسي لهذا الموضوع الذي يكتسي اهمية قصوى، مؤكدين أن مثل هذه الحملات التحسيسية والتواصلية تحقق أهدافها ، حيث يتشرب التلاميذ مبادئ وأسس السلامة الطرقية للتخفيف من الآثار السلبية لآفة حرب الطرقات . بقي ان نشير أن هذه التظاهرة التي صادف النجاح مختلف فقراتها تميزت بالتنظيم المحكم وبالانخراط الفعلي لكل الاطر والاساتذة والعاملين بالمؤسسة، و بتنظيمها في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية التي اقرتها السلطات العمومية ببلادنا بهدف الحفاظ على صحة وسلامة جميع المتدخلين في العملية التربوية بالمؤسسات التعليمية. محمد تكناوي