تقدم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليمجرادة، الذي يضم 11 جماعة قروية، دعما وفيرا لقطاع التربية والتعليم، بشكل يشجع على التمدرس ومكافحة ظاهرة الهدر المدرسي. وتعد المشاريع العديدة المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شاهدا بليغا على الجهود المبذولة منذ إطلاق هذا الورش الملكي، من أجل مكافحة ظاهرة الهدر المدرسي وضمان تعليم دامج ومنصف وذي جودة بالنسبة للجميع. وأبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمجرادة، جلال التك موتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإقليم انخرط بقوة، على غرار باقي أقاليم وعمالات المملكة، في تنفيذ أهداف وتوجهات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وذلك منذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس عام 2005. وتابع أنه تمت تعبئة موارد مهمة من أجل تنفيذ مشاريع من قبيل إحداث وحدات التعليم الأولي، خاصة بالوسط القروي، وأيضا للتشجيع على التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، خاصة لدى التلاميذ المنحدرين من الجماعات القروية، وذلك من خلال إحداث بنيات استقبال واقتناء حافلات النقل المدرسي. في هذا السياق، قدمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعما لتعميم وتطوير التعليم الأولي على مستوى كافة جماعات الإقليم، حيث تم إنجاز 34 وحدة للتعليم الأولي، 24 من بينها تقع بالعالم القروي و11 بالعالم الحضري. وتطلب إنجاز هذه الوحدات غلافا ماليا يقدر ب 7.37 مليون، درهم تشمل البناء والتأهيل إضافة إلى اقتناء التجهيزات والتسيير، وذلك بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي. وتعكس هذه المشاريع الاهتمام الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتنمية الطفولة المبكرة، حيث أنه من البديهي أن التعليم الأولي يلعب دورا حاسما في النمو المعرفي والاجتماعي للأطفال، كما يرهن إلى حد ما سيرورة مسارهم التعليمي. أما على مستوى دور الطالبة والطالب، فيتوفر إقليمجرادة على خمس مؤسسات من هذا النوع، تقع بكل من جماعات لمريجة وك فايت تويسيت وعين بني مطهر، وتمكن المستفيدين من متابعة دراساتهم في أفضل الظروف وتحثهم على المثابرة على درب النجاح والتميز. كما تمت برمجة دارين للطالبة بكل من جماعة لمريجة وجرادة وتوجدان في طور البناء، خصص لهما غلاف مالي حدد في 8.4 مليون درهم، كما ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية في توسيع دار الطالب بجرادة وذلك باقتناء التجهيزات الضرورية لها حيث خصصت لها مبلغ 500 ألف درهم. في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت عدد من المستفيدات من دار الطالبة عين بني مطهر أن هذه المؤسسة كانت بمثابة جرعة أوكسيجين لكونها مكنت توفير الظروف المواتية للدراسة وتجاوز العديد من المشاكل المتعلقة ببعد المسافة وقلة الموارد، والتي تعتبر من مسببات الهدر المدرسي. وبعد أن أعربن عن ثقتهن في أن دار الطلبة توفر كافة الخدمات الاجتماعية والتربوية الضرورية، أشادت الفتيات المستفيدات بالجهود المبذولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الفتيات المنحدرات من القرى النائية والأسر المعوزة، بهدف مساعدتهن على متابعة دراستهن الإعدادية والثانوية في فضاء ملائم وجو دافئ. كما تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ضمان ولوج تلاميذ القرى إلى الخدمات التربوية من خلال اقتناء حافلات النقل المدرسي لتجنيبهم المشاكل المتعلقة بالتنقل بين المنازل والمؤسسات المدرسية، وهي المسافة التي تفوق في أحايين كثيرة عدة كيلومترات. في هذا السياق، يتوفر إقليمجرادة، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على أسطول من الحافلات الخاصة بالنقل المدرسي يبلغ تعداده 27 عربة، والتي ساهمت في محاربة الهدر المدرسي وتقريب الخدمات التعليمية لفائدة التلميذات والتلاميذ بالعالم القروي. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أسر التلميذ بثانوية ابن خلدون بعين بني مطهر، محمد محجوبي، أن النقل المدرسي كان نعمة بالنسبة إليه، لأنه كان يقطع 17 كلم يوميا بين منزله والثانوية. وقال إنه بفضل النقل المدرسي، أتنقل الآن دون عناء أو مشاكل وفي ظروف جيدة لمتابعة الدروس، إذ مكنني النقل من ربح الكثير من الوقت الذي أخصصه للدراسة والمطالعة في جو من السكينة والهدوء.