قد يصبح المسافرون ممن يواجهون “رهاب” السفر على الطائرة أكثر اضطرابا في المستقبل غير البعيد عندما يدركون أن قائد الطائرة يجلس على بعد مئات الأميال من الطائرة. فالشركة البريطانية BAE Systems تعمل على تطوير طائرة ذاتية القيادة، حيث بدأ المهندسون بإجراء سلسلة من الرحلات التجريبية على متن النموذج الأول العالي التقنية باستخدام أجهزة الكمبيوتر، ويجري رصد الطائرة من قبل المشغلين. وتأمل الشركة أن تفتح الباب أمام رحلات جوية ذاتية القيادة في السفر التجاري. وقامت BAE باختبار طائرة صغيرة تحمل عادة 16 راكبا، حيث يقوم نظام Jetstream 31 بالتحكم بالطائرة بدلا من الطيار ومساعد الطيار. ويعمل نظام التحكم Jetstream 31 بواسطة كاميرا تشغل بالأشعة تحت الحمراء تُعرف باسم “العين الالكترونية” في قمرة القيادة. ويسمح هذا النظام للطائرات بالهبوط اضطراريا بمساعدة 7 كاميرات منصوبة على عجلات الطائرة، وذلك من أجل إيجاد مساحات مناسبة على الأرض. ويمكن أيضا أن يكشف عن أنواع السحب المختلفة والسماح للطائرة بالطيران حتى في ظل أحوال جوية سيئة. ويأمل برنامج الاختبارات وتكلفته 400 ألف جنيه إسترليني، أن يثبت أن الطائرات الكبيرة الذاتية القيادة يمكنها هي أيضا السفر بأمان في المجال الجوي المفتوح، جنبا إلى جنب مع الطائرات التقليدية. ويتطلب النظام الحالي وجود طيار على الأرض من أجل مراقبة الرحلة، حيث يقوم الطيار بالتواصل مع نظام المراقبة الجوية باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية وإرسال التوجيهات إلى الطائرة. وقد تضمنت السلسلة الحالية من الرحلات التجريبية لطائرات تحلق على مسافة 300 ميل من وارتون في لانكشاير إلى إينفيرنيس، استخدام اثنين من الطيارين للمساعدة على الإقلاع والهبوط. وقام فريق المهندسين بمراقبة نظام الكمبيوتر الموجود على متن الرحلة ومدتها 90 دقيقة. يذكر أن مشروع إدخال رحلات غير مأهولة إلى الفضاء الجوي المدني البريطاني بدئ بتنفيذه منذ أكثر من 10 سنوات من قبل مجموعة شركات تمولها الحكومة، بما في ذلك شركة BAE. وعندما توقف التمويل عام 2013، سيطرت BAE على جزء كبير من المشروع. وتطالب شركة BAE بتخفيف قواعد الطيران للمركبات الذاتية القيادة في المجال الجوي البريطاني، حيث تضطر حاليا لإجراء رحلات تجريبية ل Taranis ضمن برنامج مطور مع وزارة الدفاع الأسترالية.