يمكن تسمية 2017 بعام الاكتشافات الفيزيائية بجدارة، فقد اقتربت فيه البشرية من تصميم الحواسيب الكمومية فائقة السرعة ورصد الباحثون تصادم نجمين نيوترونيين واكتشفوا مصدر المواد المضادة. وشهدت هذا العام تحقيق قفزة نوعية في مجال الحواسيب الكمومية حيث قام فريق من علماء الفيزياء في المركز الكمومي الروسي وباحثون من الولاياتالمتحدة، بتجميع أول حاسوب عالمي شامل بمعالج كمومي من 51 بت كمومي (وحدة المعلومات الكمية). وجلب اكتشاف موجات الجاذبية في خريف 2015 إنجازات علمية كبرى هذا العام، حيث تمكن علماء الفيزياء الفلكية، في الصيف الماضي، من رصد تصادم نجمين نيترونيين، وتسجيل موجات الجاذبية التي تشكلت نتيجة التصادم من قبل مرصد ليغو العالمي (مرصد للموجات الثقالية)، الذي يعمل فيه فريقان علميان روسيان، وحددوا مصدر الموجات وحجم النجوم النيترونية التي لم تكشف خصائصها ولا هيكليتها بعد، حيث بقيت لغزا إلى وقتنا الحالي. كما اكتشف الباحثون في مركز العلوم والهندسة التابع للوكالة الذرية اليابانية أن حصول البرق يعد مصدرا للمواد المضادة، حيث تحقق العلماء من إشعاع غاما الذي ينبعث أثناء تفريغ البرق ويصبح أحد مصادر المادة المضادة. وتمت هذه الدراسة من قبل أجهزة الكشف التي بنيت على ساحل جزيرة هونشو. كما تشارك علماء الأحياء والكيميائيون والفيزيائيون والأطباء في معهد كورشاتوف (المركز الوطني للدراسات) في روسيا في إنشاء نظائر للأنسجة والأعضاء البشرية، وصنّعوا جلدا اصطناعيا لمعالجة الأشخاص المتضررين من الحروق الواسعة الخطيرة التي تجاوزت مساحتها 30-40% من جلد الإنسان، والذي يتعرض عادة بعد هذا النوع من الحروق لخطر الموت بدرجة كبيرة. وطوّر العلماء أيضا مادة تتغلب على الالتهاب وفقدان الرطوبة في الأنسجة الجلدية، تحتوي على مسكنات تعالج وتخفف من آلام الجراح الكبيرة. ويعمل هؤلاء الأخصائيون على تصنيع أعضاء بشرية اصطناعية كاملة من البوليمر. وفي مجال معالجة الأورام الخبيثة، قام علماء الفيزياء والبيولوجيا من جامعة موسكو الحكومية والجامعة الوطنية للبحوث النووية ومعهد التجارب الفيزياء الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، باختراع تقنية جديدة لدراسة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، باستخدام الموجات فوق الصوتية دون أن تؤدي إلى آثار جانبية على صحة الشخص المريض بالورم، وذلك بإدخال جزيئات نانوية في أنسجة الأورام لامتصاص الموجات فوق الصوتية وقتل الخلايا السرطانية، وتحتاج هذه الطريقة المستحدثة لعلاج الأورام الخبيثة لدراسات أكثر لإدخالها في الأنظمة العلاجية السليمة لهذا المرض المستعصي.