يتميز شهر رمضان الأبرك بمدينة ميدلت بعادات وتقاليد راسخة توارثتها الساكنة أبا عن جد ، من بينها الاحتفاء بالأطفال الصائمين الصغار، ذكورا وإناثا، الذين يخوضون تجربة الصوم لأول مرة في حياتهم. ويحرص سكان ميدلت، كلما حل الشهر الفضيل، على تشجيع الصائمين الصغار والاحتفاء بهم وسط العائلة والأقارب من خلال طقوس خاصة ، لتحفيزهم أكثر على أداء فريضة الصيام وغرس القيم والمعاني الدينية في نفوسهم. وأوضحت حسناء أزرار، ربة بيت، أن ساكنة ميدلت "تحرص أشد الحرص على تشجيع فلذات أكبادها على الصيام تعظيما لشعائر الله ورغبة منها في غرس القيم والمعاني والأحكام الدينية لديهم، وتنشئتهم تنشئة صالحة". وأضافت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جل العائلات تحرص على إقامة احتفالات خاصة لفائدة الصغار الصائمين بهدف تشجيعهم على أداء شعيرة الصيام وتحبيبها لهم، وتهنئتهم على حسن صنيعهم في هذا الشهر الفضيل وسجلت أن الأمهات يحرصن على إلباس أبنائهن وبناتهن أحسن وأجود الثياب وتطييبهن بأطيب البخور والعطور حتى يبدون في أجمل حلة على مائدة الإفطار وسط الأهل والأحباب والأقارب الذين تتم دعوتهم لهذه المناسبة التي تكتسي مكانة خاصة ومميزة في نفوس أفراد الأسرة. من جهته، أفاد حساين وزني، فاعل جمعوي، في تصريح مماثل، بأن العديد من الأطفال بميدلت ينتهزون مناسبة حلول شهر رمضان الأبرك لممارسة شعيرة الصوم للمرة الأولى، مضيفا أن العديد من العائلات تقيم احتفالات بالمناسبة خاصة خلال ليلة القدر، توزع خلالها مجموعة من الهدايا على الأطفال. وأضاف أن العديد من المناطق التابعة لإقليم ميدلت ، ومن بينها منطقة إملشيل، تقيم احتفالات على شرف الأطفال الصغار الصائمين ليلة القدر تتخللها العديد من الفقرات الفنية وتقدم خلالها العديد من الأكلات والوجبات التي تميز المنطقة. واعتبر وزني أن تشجيع الأطفال الصغار على الصيام وتحبيب هذه الشعيرة لهم أمر جيد ومستحسن القيام به، لكنه أوضح أنه يتعين في المقابل تعويد الأطفال على الصوم بشكل تدريجي يراعي صغر سنهم وعدم المخاطرة بهم، حتى لا يؤثر ذلك على وضعهم الصحي أو يسبب لهم مضاعفات. من جانبه، سجل الأستاذ الباحث لحسن ايت لفقيه أن العادات والتقاليد التي تميز ساكنة جهة درعة تافيلالت، خلال شهر رمضان الأبرك، لاسيما إقليم ميدلت تتسم بالغنى والتنوع الكبير. وأضاف أن ساكنة إقليم ميدلت تخرج بعد أداء صلاتي العشاء والتراويح للشوارع والفضاءات العامة لأداء بعض الأهازيع احتفالا بحلول شهر رمضان الأبرك وتيمنا بهذا الشهر الفضيل . كما يتميز إقليم ميدلت، يضيف الاستاذ الباحث، بعادات وتقاليد راسخة خلال شهر رمضان الأبرك من أبرزها إقامة مجموعة من الفعاليات والاحتفالات خلال ليلة منتصف شهر رمضان وكذا خلال ليلة القدر يتم فيها إعداد عدد من الأطباق التقليدية كالكسكس والحريرة، إضافة إلى أكلات أخرى شهيرة بالمنطقة. وسجل أن بعض العائلات، لاسيما المحافظة ، تشجع أبنائها الصغار على الصيام لاسيما عندما يكون الجو معتدلا حتى لا يؤثر ذلك على صحتهم، مضيفا أن الأسر تهدف من خلال هذه المبادرة إلى تعويد أبنائها على الصيام وغرس القيم الدينية لديهم. وأبرز الأستاذ أيت لفقيه، من جهة أخرى، أن نساء إقليم ميدلت يحرصن طيلة هذا الشهر الفضيل على تبادل الزيارات وصلة الرحم مع الأهل والأقارب للاطلاع على أحوالهم ونيل الأجر والثواب من الله. ويحرص الرجال، من جهتهم، على اصطحاب أبنائهم الصغار إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح والاستئناس بأجواء الصلاة والأجواء الروحانية الفريدة التي تميز الشهر الفضيل. ومن العادت والتقاليد المتوارثة لساكنة ميدلت، بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، إقبال الأسر والعائلات على اقتناء أجود البخور والعطور والمواد التقليدية التي تستعمل للتزيين، واقتناء ألبسة جديدة للأطفال خاصة بمناسبة عيد الفطر المبارك.