تعكس مبادرة جامعة القاضي عياض المتمثلة في إحداث مؤخرا "المركز الإفريقي للحلول المبتكرة والمستدامة"، الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجامعة للمساهمة في العمل الجماعي من أجل تنمية مستدامة بإفريقيا، تماشيا مع دينامية السياسة المغربية القوية بإفريقيا ومع تنوع التحولات التي تعرفها هذه القارة. ويندرج هذا المركز ، ذي البعد الوطني والإفريقي، في إطار استراتيجية تطور هذه الجامعة التي تطمح إلى تعزيز وتمتين مسؤوليتها الاجتماعية ومكانتها على المستوى الدولي ولاسيما عبر الانفتاح على إفريقيا. وسيتيح هذا المشروع لجامعة القاضي عياض، الفرصة لتثمين وإغناء تجربتها في مجال التنمية المستدامة والمشاركة الناجعة، إلى جانب الفاعلين المنخرطين في مجال النهوض بالحلول التطبيقية المبتكرة والمستدامة، من أجل رفع تحديات التنمية سواء بالمغرب أو بإفريقيا. ولكون إحدى مفاتيح التنمية المستدامة تكمن في الابتكار، فإن المركز الإفريقي للحلول المبتكرة والمستدامة، سيضطلع بالأساس، بمهام تطوير والنهوض بالحلول المستدامة، والمبتكرة ذات الأثر المحلي القوي والتي تتلاءم مع الواقع المغربي والإفريقي، حيث أن هذه الحلول الملموسة ستضع المواطن في صلب عملية التنمية وترتكز على مؤهلات الشباب الإفريقي والشركاء بالقطاعين العام والخاص. ولإنجاح مهامه ، سيسعى المركز الإفريقي للحلول المبتكرة والمستدامة، إلى الاعتماد على شبكة الجامعات الافريقية وشركائها على الصعيدين القاري والدولي، من أجل بلورة حلول مبتكرة تشمل عدة ميادين، انطلاقا من الحكامة إلى الاقتصاد مرورا بالجانب الاجتماعي والبيئي. كما يروم هذا المركز تشجيع الانتاج المعرفي، الذي يتماشى مع أهداف وتطلعات وأولويات التنمية المستدامة بإفريقيا، والنهوض ودعم الريادة والتفكير المبتكر في الجامعات الإفريقية بين الطلبة والأساتذة الباحثين والإدارات الإفريقية، حتى يتسنى وضع الآليات الاستباقية للانتظارات السوسيو اقتصادية المحلية، وتطوير هندسة وخبرة إفريقية لمواكبة، بشكل مستدام، النمو وتعزيز الريادة في مجال الابتكار بالبلدان الإفريقية المستهدفة. كما سيعمل هذا المركز على مواكبة الفاعلين العموميين والخواص لإرساء تصور وتطبيق الحلول المبتكرة حسب حاجيات هذه البلدان، وتمكينها عبر تطوير المجال المهني، وتأطير وتعزيز الكفاءات مع اهتمام خاص بالمقاولين الناشئين والمقاولات الصغرى والمتوسطة بالقارة، والعمل على تثمين الشبكات المبتكرة الإفريقية، وقيادات التغيير، والقدرة على خلق أثر إيجابي مستدام داخل مجتمعاتها. ويتطلع المركز، أيضا، إلى ترشيد الامكانات المحفزة على الثروة الرقمية لتطوير ونشر الحلول المبتكرة على المستوى الافريقي، وارساء تناسق في مجال التعاون على المستوى الإقليمي والقاري في مختلف الميادين المرتبطة بالتنمية المستدامة. ولقيت مبادرة إحداث هذا المركز صدى إيجابيا، وعلى الخصوص، لدى الفاعلين المؤسساتيين وأصحاب القرار والباحثين وممثلي المصالح العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، الذين شاركوا في حوار متعدد الفاعلين نظم بمناسبة انطلاق أنشطة المركز الإفريقي للحلول المبتكرة والمستدامة. وقد أشاد المشاركون في هذا اللقاء بهذه المبادرة التي من شأنها أن تساهم في تنمية القارة التي تواجه تحولات كبيرة على المستوى الاقتصادي والصناعي والسوسيولوجي. ويعكس إحداث هذا المركز الدينامية التي تعرفها جامعة القاضي عياض وعزمها في المساهمة في النقاش الأكاديمي والبحث عن حلول تطبيقية من أجل النهوض بالقارة.