دعا محمد حوراني، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى وضع استراتيجية وطنية جديدة للمسؤولية الاجتماعية للمقاولات، مرتكزا في ذلك على التوجه الجديد الذي انخرط فيه المغرب لإصلاح مناخ الأعمال، والظرفية التي يمر منها البلد، والتي تتوخى تحقيق ديمقراطية أكبر وانفتاحا أوسع وتحديثا أعمق للبنيات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الاستراتيجية الجديدة، يسجل حوراني خلال المناظرة الأولى للمسؤولية الاجتماعية للمقاولات التي احتضنتها البيضاء أمس الثلاثاء، تصحيح تقنين الممارسات، وإعطاء معنى للقيم التي يجب أن تقوم عليها علاقات الأعمال، بهدف توجيه الاختيارات نحو ممارسات معترف بها دوليا، ولبلوغ ذلك، تبنى الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خيارا استراتيجيا يرتكز على فرض ميثاق للمسؤولية الاجتماعية، ومنح ميزة الاتحاد للمسؤولية الاجتماعية للمقاولات، من أجل تحقيق استفادة أكبر للاقتصاد المغربي وتقليص المخاطر الناجمة عن المنافسة العالمية، التي يتعين على المقاولات المغربية مواجهتها. ولتفعيل مقتضيات المسؤولية الاجتماعية بالمقاولات، بادر الاتحاد يضيف رئيسه، إلى إطلاق مبادرتين حديثتين تتعلقان، باعتماد 20 مقترحا تمت صياغتها من أجل تطوير الشغل وتقليص معدلات البطالة بهدف وضع ميثاق وطني للشغل يستجيب لحاجيات السكان النشيطين، خاصة الشباب الحاصل على الشهادات، كما تتعلق هذه المقترحات التي تقدم بها الاتحاد بالإدماج المهني، وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجيع الدورات التكوينية للطلاب داخل المقاولات، كما تخص أيضا توجيه التلاميذ والطلاب حسب احتياجات السوق، وتشجيع التكوين بالتناوب وتمويل حصيلة الكفاءات من أجل إعادة التوجيه المهني. وترتكز المبادرة الثانية، التي تعتبر مكملة للأولى وتندرج في إطار تقريب المقاولة من الجامعة، على إنجاز موقع إلكتروني "CGEM-STAGE"، بهدف تسهيل التواصل بين المقاولات والطلبة الباحثين عن دورات تكوينية، إلى جانب إحداث "نادي المقاولات الحاصلة على ميزة المسؤولية الاجتماعية للمقاولات" يضم 36 مقاولة، عمل أخيرا على إنجاز كتيب للممارسات الجيدة للمسؤولية الاجتماعية، يضم مبادرات أعضائه بهدف تبنيها من قبل المقاولات الأخرى، كما يهدف إلى دراسة وتحليل أفضل الممارسات في مجال المسؤولية الاجتماعية وتعميمها. من جانبها، هدفت مناظرة المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، إلى إشراك المقاولات الكبرى وكذلك المقاولات الصغرى والمتوسطة وحثها على الانخراط في ثقافة اعتماد المسؤولية الاجتماعية في الاستراتيجيات التدبيرية والتسيير اليومي لأنشطتها. وتوخت، التعريف بمفهوم العلامة التجارية للمسؤولية الاجتماعية للمقاولات، وتقديم الآليات والتوجهات الدولية في هذا المجال، وتحسيس المقاولات بالعمل على تبني المسؤولية الاجتماعية للمقاولات لفائدة المأجورين وزبنائهم وكذا المحيط البيئي، وأيضا إطلاع المشاركين على آثار المسؤولية الاجتماعية للمقاولات في تطوير الحكامة، ومناخ الأعمال، والعمل على إدراج ثقافة المسؤولية الاجتماعية للمقاولات في استراتيجية المقاولات التدبيرية. كما توجهت نحو استعراض الآليات والاتجاهات الدولية على مستوى المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، عبر ورشات للنقاش والتباحث حول مواضيع مركزية للمسؤولية الاجتماعية، بحضور فاعلين في المجال السياسي والاقتصادي والجمعوي والجامعي، عملوا على إثارة مواضيع متعددة من قبيل الحوار الاجتماعي، وظروف العمل، والبيئة، والسلامة، والتشغيل، والالتزام الاجتماعي. وعلى هامش المناظرة الأولى للمسؤولية الاجتماعية للمقاولات، تم تسليم جوائز ميزة الاتحاد للمسؤولية الاجتماعية، وحظيت بها 11 مقاولة، ثمانية منها لأول مرة، وثلاثة جددت حصولها عليها بعد انقضاء ثلاث سنوات. ومن بين هذه المقاولات نجد كلا من "كوسومار" و"مناجم" و"جيماديك" و"طراجيم" و"لافارج للإسمنت".