الثلاثاء 24 ماي 2016 عانت داعية مكناس الحاجة بهية بنت هاشم القطبي الفيلالية في أيامها الأخيرة من قسوة الزمان والخلان عليها، فقد تعرضت لما يستحي البنان عن رقمه. ولكن -الحمد لله- إن أهملها جل أهل الأرض، فقد أكرمها أهل السماء؛ فمن إكرام الله لها الرؤية الصالحة التي هي عاجل بشرى المؤمن. فقد رأت في يقظتها نوراً ساطعا لم تستطع النظر إليه -وهي ضريرة غير مبصرة-؛ وطلبت من حولها إطفاءه -ظنا منها أنه نور الغرفة-. وسمعت يوم الجمعة وهي تنادي والدتها "حليمة" فسئلت عن ذلك فقالت: "أمي حليمة نادتني ولم أذهب إليها ولم أرد الاستجابة لندائها". ثم في السبت -أيضاً- سمعت وهي تذكر أمها حليمة؛ فسئلت عن ذلك فقالت: "جاءتني أمي وهي ترتدي تاجا براقا من أحسن ما يكون عليه التيجان؛ فإذا بوالدتي تزيله عن رأسها وتلبسه إياي". ورأتها ابنة أختها في منامها وهي جالسة في الموضع الذي ماتت فيه، جالسة وشعرها ناعم منسدل على جنبها الأيمن يعلوه أثر الحناء، رأته كأحسن ما يكون عليه الشعر، وعلى صفة لم تر مثلها -بحسب قولها-. والحمد لله: وقبل ربع ساعة من صعود روحها الطاهرة إلى بارئها سمعت أنا منها همهمة بكلمات غير مفهومة؛ -أظنها الشهادة- مع العلم أنها فقدت النطق يوم الأحد قبل ليلة وفاتها. توفيت في منزل أختها بين ذراعي -عبيد ربه- وأنا أساعد في ارتدائها (الجلابة) لأنقلها إلى (مصحة العلوي) الخاصة. وقد كانت في الخمسة عشر يوما الأخيرة تسمع ليلا وكأنها تلقي دروسا للنساء؛ لكونها كانت تحن لأيام العافية، وللأربعين سنة ويزيد؛ بل التسعين التي أمضتها وهي تدرس في الجامع الأعظم -الجامع الكبير- في المدينة العتيقة (لهديم). توفيت والدتنا الداعية الصالحة العابدة القانتة الصوامة القوامة الزاهدة فيما عند الناس: ليلة الثلاثاء عند الساعة الحادية عشرة ليلا.. بتاريخ: (17-شعبان-1437).. الموافق: (23 / 05 / 2016م). وصلي عليها بعد صلاة الظهر ب(مسجد مولاي مليانة) ودفنت في (مقبرة مولاي مليانة) حيث دفن والداها ومن سبقها من أهلها. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.