هوية بريس – متابعات قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الاثنين، إن الأمر يعود إلى المغرب في طلب المساعدة الفرنسية للتعامل مع أسوأ زلزال شهدته خلال أكثر من ستة عقود، مشددة أن بلادها مستعدة لتقديم العون إذا طُلب منها هذا. وفي تصريحات لشبكة « بي إف إم تي في » التلفزيونية، أوضحت الوزيرة الفرنسية أن « المغرب بلد ذو سيادة ويعود له أن ينظم عمليات الإغاثة »، مؤكدة أن الرباط لم « ترفض أي مساعدة » فرنسية، وهي « الوحيدة القادرة على تحديد حاجاتها والوتيرة التي ترغب في أن يتم عبرها توفير » هذه الحاجات. وجددت كولونا القول: « إننا تحت تصرّف السلطات المغربية ونوليها كل الثقة لتنظيم عمليات الانقاذ بالطريقة التي تراها مناسبة ». كما أفادت بتقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية التي تنشط « على الأرض » لمساعدة أهالي المناطق المنكوبة. وخُصصت هذه الأموال من احتياط وزارة الخارجية الفرنسية. «جدل في غير محله» يأتي ذلك في وقت قبل فيه المغرب بأربعة عروض مساعدة من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال، لكنه في الوقت ذاته لم يتفاعل مع العرض الفرنسي الذي سارع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تقديمه عبر حسابه على موقع « إكس » وباللغة العربية فور وقوع الكارثة. بعض المراقبين ربطوا الأمر بحالة التشنج التي أصابت العلاقات الفرنسية المغربية على خلفية قضية الصحراء المغربية التي تريد الرباط من باريس الاعتراف بمغربيتها. ولأشهر لا يزال السفير المغربي غائبا عن باريس، كما لم يتم التوصل إلى أيّ اتفاق بخصوص زيارة مزمعة لماكرون الى المملكة. غير أن وزيرة الخارجية الفرنسية وفي سياق الزلزال المدمر نفت أن تكون العلاقات الدبلوماسية مقطوعة، مشددة أن ماكرون تواصل « أكثر من مرة » مع جلالة الملك محمد السادس خلال الصيف، كما تواصلت هي مع نظيرها ناصر بوريطة. وتابعت « تم التواصل على كل المستويات. لنضع (التوترات الدبلوماسية) جانبا. الناس يعانون. الناس يحتاجون للمساعدة ». وكان أربعة مواطنين فرنسيين من بين قتلى الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2497. كما يوجد نحو 51 ألف شخص يعيشون في المغرب بحسب بيانات وزارة الخارجية الفرنسية. ويشير مرصد الهجرة والديموغرافيا إلى أن هناك نحو 1.5 مليون مغربي يعيشون في فرنسا من بينهم 670 ألفا يحملون جنسية البلدين.