هوية بريس-متابعات التين الشوكي أو "الهندية"، فاكهة ارتبط استهلاكها بفصل الصيف، ودأب المغاربة على شرائها بكميات كبيرة بحكم أن سعرها في متناول الجميع، لكن هذا الأمر لم يعد كذلك، حيث أصبح سعر الحبة الواحدة يتراوح ما بين 3 و5 دراهم. يفسر المهنيون ارتفاع سعر "فاكهة الفقراء" بالعديد من الأسباب، أبرزها توالي سنوات الجفاف، وانتشار الحشرة القرمزية التي دمرت الكثير من المحاصيل الزراعية. في هذا الإطار أوضح المهندس الزراعي عبد المومن كنوني "أنه عندما يتجاوز الطلب ما هو معروض، فمن الطبيعي أن ترتفع الأسعار، المغاربة يقبلون بشكل كبير على استهلاك التين الشوكي خلال هذه الفترة، لكن العرض ضعيف مقارنة بالسنوات الماضية". وأضاف كنوني في تصريح لموقع القناة الثانية أن تراجع العرض راجع أساسا "إلى انتشار الحشرة القرمزية بمعظم المناطق المعروفة بإنتاج فاكهة التين الشوكي، والجهات الوصية على القطاع تأخرت في التعامل مع هذا الوضع، رغم أن الخبراء حذروا من هذا السيناريو منذ سنوات"، مشيرا إلى أن توالي سنوات الجفاف بدوره أثر على محاصيل الصبار. من جهته أكد لحبيب بنطالب، رئيس الاتحاد الوطني لغرف الفلاحة بالمغرب أن الحشرة القرمزية "تتميز بكونها سريعة الانتشار، وهو ما تسبب في تضرر محاصيل الصبار"، مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة عملت على تحديد 8 أصناف للصبار مقاومة لهذه الحشرة المدمرة". وأضاف بنطالب في تصريح للموقع أن الأمر يتعلق بكل من "بلارة" و"مرجانة"، و"غالية"، و"الكرامة"، إضافة إلى "عقرية" و"أنجاد"، و"الشراطية"، و"ملك زهار"، مشيرا إلى أنه تم غرس هذه الأصناف بكل من الرحمانة، ما يقارب 3 آلاف هكتار، السراغنة، ما يقارب ألفين هكتار، وهناك العديد من المناطق المبرمجة في هذا الإطار. وأشار بنطالب إلى أنه بفضل هذه الإجراءات ستشهد السنوات المقبلة "عودة الإنتاج المحلي من التين الشوكي إلى مستواه المعهود، والأسعار ستكون في متناول الجميع". يشار إلى أن الحشرة القرمزية أو الكوشني ظهرت بالمغرب في أواخر سنة 2014، حيث تصيب نبات الصبار فقط وتلحق خسائر مهمة في الإنتاج لكونها تقتات على هذا النبات وتمتص سوائله مما يؤدي إلى جفافه وموته. (دوزيم)