الحكام يتمنون سعادة الشعب لأن في هذه الحالة يعم الهناء، رغم غلاء المعيشة و مشاكل شتى، و لا يوجد حكام يتمنون أن يكون الشعب حزينا حتى لا يصاب بالتشاؤم المفضي إلى المصائب، و لذلك فالحكومات تحاول نشر الفرح عبر إقامة مهرجانات ثقافية بكل أنواعها في بعض الساحات العمومية، مثلا، كما تسهر على تنشيط المنتجعات السياحية للمصطافين في الشواطىء و في المناطق السياحية الجبلية كذلك. كل ذلك مفيد للناس ولكنه لا يوفر السعادة، بل فقط لحظات فرح عابر لا يدوم سوى مدة وجيرة دون تحقيق سعادة النفوس التي تتجلى في اطمئنان مستقر و دائم، و في الرضا على الأحوال الهامة كلها التي تجعل للحياة مغزى… فمثلا، من كان لا يستطيع أن يوفر لنفسه أوقاتا جميلة كالجلوس في مقهى، أو تناول وجبة في مطعم، أو الذهاب في عطلة مريحة، قد يكتفي ببعض التسلية عبر هاتفه المحمول لمشاهدة مناظر جميلة، مثلا، للتفريج عن نفسه، ولكن سرعان ما يشعر بالحزن العميق نظرا لوضعيته المادية الضيقة، فيعود للتفكير في الأمور الإقتصادية و السياسية بتدمر و قلق، و قد يدخل في حالة اكتئاب لا قدر ألله. فما السبيل لإسعاد جميع فئات المجتمع حسب الظروف المتاحة حاليا رغم الأوضاع الإقتصادية العامة الصعبة نسبيا؟ السعادة هي الشعور بالرضا و باطمئنان مستقر مستمر على الأحوال العامة و ليس الخاصة فقط، لأن الأحوال الخاصة تبقى رهينة الأحوال العامة، و هو شعور يوفر راحة البال و هناء الروح. فإذا كانت المشاكل لا تنتهي بالنسبة للفقراء و الأغنياء على حد سواء، مما لا يتيح سوى بعض لحظات تسلية أو فرح عابر لا يسمن و لا يغني من جوع السعادة، فلدينا في الوقت الراهن وسيلة لتحقيق السعادة لجميع فئات الشعب فقراء و أغنياء، و في ما يلي رأي و اقتراح من مواطن بسيط في إطار حرية التعبير لكل غاية مفيدة و الله أعلم: معلوم أن المغاربة يقدسون شعارهم الوطني: الله الوطن الملك، و هذا ما يجعلهم متماسكين في كل الأحوال و في كل الظروف، ولكن وسائل التواصل الإجتماعي تعج بفيديوهات يقوم فيها المدعو محمد الفايد بالتطاول على الذات الإلهية، يعني أقدس مقدسات المغاربة، بألفاظ لن أرددها في هذا المقام و لو لمجرد التبيان نظرا لفظاعتها، ألفاظ و كلمات تقشعر منها نفس كل مغربي، ألفاظ تشيب لهولها الولدان، فتجعل الحزن العميق و القلق الدائم يعم قلوب المغاربة، و لن تستطيع كل وسائل التسلية العابرة إجلاء هذا الحزن عن حياة المغاربة الذين وجدو أنفسهم مضطرين للتعايش مع هذا الحزن العميق في كل ثانية، و في كل دقيقة و في كل يوم منذ شهور طويلة، منذ أن تسلط المدعو الفايد على مقدسات المغاربة، في انتظار الفرج… باختصار شديد، ستتحقق سعادة الناس جميعا بتحرك النيابة العامة تلقائيا عبر إقامة محاكمة حكيمة محكمة صارمة تاريخية للمدعو محمد الفايد، و لو اقتضى الأمر مائة جلسة، حتى يشعر المغاربة بالسعادة و ليس بمجرد بعض لحظات أو فترات فرح عابر يترك الحزن العميق مستقرا في نفوسهم و التشاؤم ثابت في عقولهم. فالمغاربة شعب أصيل حكيم وفي مخلص يستحق السعادة. في كل دول الأرض توجد استثناءات، و الحديث عن المغاربة يعني الأغلبية الساحقة، و لا يحق لفرد واحد أن يتسبب في تعاسة و حزن الأغلبية الساحقة، و من داخل الوطن، باستهزائه بمقدسات المغرب و المغاربة، و هي مقدسات تجعلهم مطمئنين، مادامت محفوظة، و دائما متفائلين بغد أفضل سواء في فترات الرخاء و الرفاهية و الثراء، أو في أوقات الشدة و الضيق و الأزمة. سيداتي سادتي، إن في محاكمة المدعو محمد الفايد (-الذي ينشر التشاؤم التام في صفوف الفقراء و الطبقة المتوسطة لغاية في نفسه-) مزايا كثيرة و خير كبير لفائدة الوطن، لأن في ذلك سعادة المغرب و المغاربة. و المرجو تقبل الرأي. و الله أعلم و تحية عالية للقراء الشرفاء الأعزاء.