دعا وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى تقديم خدمات نوعية لفائدة الأطفال المستفيدين من البرنامج الوطني للتخييم برسم موسم 2023، تستجيب لرغباتهم وطموحاتهم الانية و المستقبلية، وذلك لضمان بلوغ أهداف هذا البرنامج على مختلف المستويات التربوية و البيداغوجية . وشدد بنسعيد، في كلمة توجيهية ألقاها بمناسبة تنظيم لقاء دراسي حول البرنامج التأطيري للمخيمات برسم موسم 2023، على أن تجويد الفعل التربوي في المخيمات الصيفية رهين بتطوير قدرات الأطفال وملكاتهم من خلال تحفيزهم على الابداع و الخلق، سيما وأنهم يعايشون يوميا جديد الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، ويتعطشون لمعرفة كل جديد تجود به التكنولوجيات الحديثة في مجال الاعلام والاتصال. واعتبر الوزير أن المخيم ليس مؤسسة تربوية واجتماعية، أو فضاء ترفيهيا موسميا فقط، بل يعد مشتلا لتفريخ المواهب وبروزها، داعيا المسؤولين التربويين داخل منظومة المخيمات إلى استضافة الشخصيات المغربية، التي برزت في مختلف الميادين وتقديمها للأطفال باعتبارها قدوة حسنة ونموذجا للتميز و النجاح. كما أكد على أهمية جعل أنشطة وبرامج المؤسسة التخييمية مدخلا حقيقيا للتربية على القيم، وفضاء لإرساء مبادئ الديمقراطية التشاركية، ومجالا لترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني، والتربية على الحس والعيش المشترك، مشددا، في هذا السياق، على ضرورة جعل المخيم جسرا للتواصل بين أطفال مختلف جهات المغرب، ومنفتحا على جميع الشرائح الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، دعا الوزير الى رفع التحديات التي تحول دون تطوير الدور الطلائعي للمخيمات من خلال اعتماد مقاربات اشتغال واضحة المعالم تجعل من المخيم فضاء قادرا على تأهيل وتقوية قدرات ومهارات الاطفال بما يضمن التنشئة الاجتماعية والثقافية السليمة، وذلك تفعيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهته، أشاد رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، محمد اكليوين، بأهمية تنظيم هذا اللقاء الدراسي الذي يؤسس لمرحلة متقدمة من الفعل التربوي، مبرزا أن هناك إرادة مشتركة أكيدة من جانب وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) والجامعة للرفع من قيمة المخيمات الصيفية باعتبارها مدرسة للقيم تساعد على الحوار و التواصل والإدماج، وتطوير روح المواطنة وتنمية المهارات الذاتية. و أشار إلى أن المقاربة التشاركية المعتمدة من قبل مختلف الجهات المعنية بقطاع التخييم في المغرب تركز على جوانب متعلقة بالتكوين ومضامين المخيمات من خلال التدبير والحكامة، وذلك لبلوغ جيل جديد من المخيمات يغطي مختلف جهات المملكة. وشدد على أن مكونات الجامعة حريصة بشكل كبير على المساهمة في الرقي بهذا القطاع خدمة للطفولة المغربية، من خلال الانخراط في كل المبادرات الرامية إلى توسيع شبكة الاستفادة من المخيمات الصيفية، خاصة لدى الأطفال المنحدرين من الوسط القروي، أو ممن يعانون من أمراض مزمنة . من جانبها، عبرت ممثلة اليونسيف بالمغرب، سيسيوز هاكيزيمانا، عن ارتياحها لمستوى الانخراط الفعلي لهذه المنظمة في البرنامج التأطيري للمخيمات الصيفية في المغرب باعتبارها فضاءات تساعد على الإدماج، وتمثل أجرأة واقعية لحقوق الأطفال. ودعت هاكيزيمان إلى تنفيد مضامين مبادرة "صوت الطفولة"، التي أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل و"يونيسف" المغرب، بمناسبة اليوم الوطني للطفل، الذي يخلده المغرب سنويا يوم 25 مايو، والتي تندرج في إطار تفعيل برنامج العمل المشترك بين الوزارة ومنظمة "يونيسف". وذكرت بأن "صوت الطفولة" هي مبادرة ترافعية مشتركة من أجل منح الأطفال واليافعين الفرصة للتعبير والترافع في ما يخص مختلف حقوقهم، موضحة أن هذه العملية تأتي تكريسا لرافعة أساسية في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ألا وهي الحق في التعبير والمشاركة وتجسيدا لمأسسة حقوق الطفل، التي يهدف إليها البرنامج الثنائي بين الوزارة ويونيسف، وحتى يتمكن الأطفال واليافعون والشباب من التعبير والترافع في ما يخص مختلف حقوقهم من خلال المشاركة بإبداعاتهم في مجالات تعبيرية.