امتحان البكالوريا من أهم المحطات التي ينتظرها التلاميذ، ومعهم الأسر المغربية، فكلما اقترب الموعد؛ إلا وعاشت كثير من البيوت حالة من الترقب، وبدأت دقات القلوب تتسارع عند الأباء والأمهات، وحبست الدموع في الأعين.. والبكالوريا عمل كباقي الأعمال الدنيوية الأخرى، لابد من اتخاذ الأسباب الشرعية والكونية لتحصيله.. فهذه جملة من الأسباب الشرعية التي هي أصل النجاح والفلاح، فالموفق من وفقه الله، والميسر من يسر الله له، وكل شيء بقدر: أولا: التضرع إلى الله بالدعاء كأن تقول:(رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري)؛ ثانيا: تذكر دعاء الخروج من البيت: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك مِن أَن أضِلَّ أو أزِلَّ أو أظلِمَ أو أُظلَمَ أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ)، والتمس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة؛ ثالثا: سمي الله قبل البدء، ففيها بركة واستعانة بالله، وهي من أسباب التوفيق؛ رابعا: ردد الصلاة الإبراهيمية؛ خامسا: تفاءل لنفسك ولإخوانك بالنجاح، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل في كل شيء؛ سادسا: أذكر الله في طريقك، وأنت في القسم، فذكر الله يطرد القلق والتوتر، وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهونها عليك، فقد كان العلماء إذا استغلق عليهم في أمر، رددوا هذا الدعاء: (يا معلم إبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني)؛ سابعا: تأن في الإجابة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التأني من الله، والعجلة من الشيطان)؛ ثامنا: ارض بقضاء الله وقدره كيفما كان، ولا تقع فريسة للإحباط واليأس، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَني فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِن لَوْ تَفْتَحُ عمل الشيطان)؛ تاسعا: إياك والغش، فإن الغش محرم سواء في مادة اللغة الأجنبية أو غيرها، فقد جاء في الحديث: (من غش فليس منا)، وهو ظلم وطريقة محرمة للحصول على ما ليس بحق لك من الدرجات والشهادات، والاتفاق على الغش وغض الطرف عنه، هو تعاون على الإثم والعدوان، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله، وارفض كل وسيلة وعرْض محرم يأتيك من غيرك ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه؛ عاشرا: تذكر أيها الممتَحَن، أنك في امتحان دنيوي عابر قد تستدركه، لكن الامتحان الأصعب والذي لا استدراك فيه هو امتحان القبر، وامتحان الآخرة يوم الوقوف بين يدي الله تعالى في أرض المحشر: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النارِ وَأُدْخِلَ الْجَنةَ فَقَدْ فَازَ)؛ نصيحة خاصة إلى أصحاب المطابع والمكتبات -بدون تعميم-، من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو يقوم بنشرها عبر شبكة الإنترنت وغيرها، والذين يقومون بإعداد أوراق الغش من الحجم الصغير، أو اختراع أجهزة متطورة للغش، أقول لهم: اتقوا الله، فهذا الفعل حرام ومكسبه حرام، وهو تعاون على الإثم والعدوان ونشر للفساد في البلاد، ومساهمة في الدفع بأشخاص إلى مناصب المسؤولية، وليسوا أهلا لها. نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا، والفائزين الناجين في الآخرة، إنه سميع مجيب.