– أولا: الصليب أشكال كثيرة ومتنوعة، واعتبار كل ما يشبه الصلبان صليبا ليس صوابا، وإلا ستجد الصليب في شباك بيتك وعلى المباني والملابس بل حتى الفأس والمرساة على شكل صليب، ويمكنك مراجعة أشكال صليب في كتاب [The Cross, Ancient and Modern]. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله جواز استعمال قوس الرِجل مع أنه يشه الصليب، وقد ورد في مفاخرة أدبية أن قوس اليد قال لقوس الرجل: «ويكفيك قبحا أن شكلك كالصليب». [الفروسية المحمدية – ط دار عالم الفوائد (ص:387)]. ومع ذلك نقل ابن القيم الإجماع على جوازه [الفروسية المحمدية – ط دار عالم الفوائد (ص 373)]. فضابط الصليب هو النظر إلى أمرين: – الأمر الأول : أن يكون مصنوعا على أنه صليب، فهذا لا يحل لبسه. – الأمر الثاني: أن لا يكون مصنوعا على أنه صليب، لكن شكله يشبه الصليب فهذا أيضا لا يخلو من حالين: الحالة الأولى: أن يُرى عند النظرة الأولى أنه صليب فهذا يدخل في التحريم. الحالة الثانية: أن لا يظهر على أنه صليب عند النظرة الأولى، وإنما يظهر بالتأمل، فهذا لا يدخل في حكم الصليب. قال العثيمين: «وليس كل ما جاء على شكل الصليب يكون صليبا، وإلا لقلنا: علامة زائد حرام، وقلنا: الغرب الذي كان الناس يستقون به حروثهم حرام؛ لأنه معروف خشبتين معترضتين، الصليب له شكل معين وله قرائن تدل على أنه صليب». [لقاء الباب المفتوح (199/ 27)]. – ثانيا: أما هذا النوع من الحلي فلا علاقة له بالصليب، فبعد الرجوع إلى الشركة التي تقوم بإنتاج هذا النوع (Van Cleef & Arpels ) (http://bit.ly/3QMRdjX) تبين أنا الشكل مستوحى من نبتة (trèfles à quatre feuilles) (https://bit.ly/3GPxnzY) أي (نفل رباعي الأوراق). ولا علاقة بها بصليب. وهذا الذي يظهر عند أول وهلة، فهو يظهر على شكل وردة (https://bit.ly/3koiGwo) إلا لمن دخله الشك. غير أن هذا النوع من الأوراق يعتبره أصحاب الشركة جالبا للحظ وهم يؤمنون بهذا، حتى أن أحد مؤسسيها وهو (Jacques Arpels) يقول: « Pour avoir de la chance, il faut croire à la chance » أي لكي تكون محظوظا فلا بد أن تؤمن بالحظ. وهذا يرجع لمعتقدات كثيرة في هذه النبتة التي قيل أن حواء أخذتها من الجنة، وقيل أن الأربع ورقات تلك تشير إلى: الإيمان والحب والأمل والحظ السعيد. فالواجب تجنب هذا النوع من الرموز، ليس باعتباره صليبا ولكن لما يظن فيه بعض الناس من تخاريف وجلب للحظ، وخاصة أن أصحاب الشركة جعلوه لذلك.