عندما تسمع أو تقرأ عبارة (حقوق الانسان)، فأنت تقرأ عن حقوق الإنسان الأوروبي؛ الإنسانية في أوروبا مصابة بكل أمراض «الحضارة» المادية المعاصرة؛ باللواط والسِّحاق والزنا والانحلال الأخلاقي والميوعة والتفكّك الأسري، والأنانية والكراهية والعجرفة والغطرسة والتعالي وحب السيطرة، والتعصب العرقي والديني، والمتاجرة في المرأة والجنس. وهي فوق ذلك تعتبر تلك الأمراض حقًا من حقوقها، وميزةَ تفوقِها، وتعمل على أن تصدّرها للعالم باسم حقوق الانسان، وهي تقصد حقوق الإنسان الأوروبي، بل تحرص أن تفرضها عليه فرضًا. طواعيةً أو كراهيةً. فمتى يتمكّن الإنسان الآخر، الإنسان الشرقي، والإنسان المسلم، والإنسان المسحوق في العالم الثالث، من فرض حقوقه؟ أقصد: متى يستطيع أن يفرض احترام العالم لحقوقه؟ لعل ما وقع في قطر نقطة البداية. من فضائل المونديال القطري أنه عرَّى جزءًا من هذه الحقيقة، ونزع ورقةَ التُّوت عن عورتها، ونشر غسيلها على سطوح العالم، أقصد على كل قنواته الفضائية بالصوت والصورة وبكل اللغات. وأوصلنا إلى السؤال الذي طرحناه وهو: متى يقتنع العالَم بأن هناك حقوقًا أخرى لإنسانية أخرى يجب أن تُحترَم وتُصان؟