تابع المهتمون بالشأن الفني منح لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل الجائزة الكبرى للمهرجان لفيلم "زنقة كونتاكت" للمخرج إسماعيل العراقي، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي تم تنظيمه في الفترة الممتدة بين 16 و24 شتنبر الماضي، تحت إشراف المركز السينمائي المغربي. وترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل، خبير القطاع السمعي البصري ونائب المدير العام المكلف بالتقنية والإنتاج، في القناة الثانية سابقا إدريس أنور، بالإضافة الى المخرج وراقص الباليه لحسن زينون، والكاتبة والشاعرة ثريا ماجدولين، والناقد السينمائي المتخصص في تحليل الأفلام محمد طروس، والإعلامي والناقد السينمائي بلال مرميد، إضافة إلى الملحن والموسيقار بلعيد العكاف، والكاتبة بشرى بولويز. قصة الفيلم تحكي عن عازف سابق لموسيقى الروك الذي ستجمعه علاقة عشق مع عاهرة، حيث يحاول هو الإقلاع عن تعاطي الهيرويين بينما تحاول هي الهروب من حياة الشارع وكل ذلك من خلال الموسيقى. وقد حصل فيلم "زنقة كونتاكت" المقدم من طرف شركة MONT FLEURI PRODUCTION على دعم كبير وسمين من المركز السينمائي المغربي وصلت قيمته إلى 4200000 درهم، وأيضا من الصندوق العربي للثقافة والفنون، لكن بالمقابل عرض الفيلم مقطعا غنائيا للفنانة الانفصالية الهالكة مريم حسان التي تحمل الجنسية الإسبانية والمعروفة بمساندتها للأطروحة الانفصالية ولجبهة البوليساريو الإرهابية، وهي تغني باللهجة الحسانية حيث يغلب على محتوى كلماتها النزعة الانفصالية. وقد ورد في المشهد الذي يدخل فيه الممثل أحمد حمود الذي يؤدي دور البطل لارسن، على عشيقته رجاء وهي بالمناسبة بائعة هوى، الشخصية التي أدت دورها خنساء باطمة، وكانت تستمع إلى أغنية للانفصالية مريم حسان وهي تؤدي مقطوعة "إذا الشعب"، وتعلق بطلة الفيلم عنها بعدما سألها البطل من تكون المغنية "… مريم حسان… عرفتها غادي تعجبك.. صوتها صاروخ مغمس عسل…"، ليدخلا بعد ذلك في إشادة وتنويه بصوت المغنية الانفصالية مع ذكرها بالاسم. والطامة الكبرى هي أن أغنية "إذا الشعب"، التي اعتمدها المخرج إسماعيل العراقي في فيلمه المدعم من أموال دافعي الضرائب، كانت قد خصصتها مريم حسان لتخليد ذكرى تأسيس الجمهورية الصحراوية الوهمية التي تصادف تاريخ 20 ماي، مشيرة في كلماتها التي تضمنها المشهد السالف الذكر على أن الشعب الصحراوي لن يركع قط إلا لخالقه، كما أن اسم الانفصالية الهالكة مريم حسان يوجد في جينيريك الفيلم المغربي حيث تمت الإشارة إلى أنه تم الترخيص لاستعمال هذه الأغنية من طرف منصة nubenegra، المتخصصة في دعم ونشر أغاني التي تعنى بقضية "الشعب الصحراوي" ونضاله ضد المستعمر !!؟؟ وهنا نلمس كيف كان المخرج حريصا على احترام الحقوق الأدبية والفنية للمؤلف الذي ما هو إلا مغنية انفصالية تدعو علنا إلى الانتفاضة والثورة ضد المغرب، ولم يكترث إلى أن قضية المغاربة الأولى هي الصحراء المغربية، بل أهانهم أمام جميع شرائح المجتمع المغربي. كيف للجنة التحكيم المكونة من مختصين أن تغض الطرف عن هذه الكارثة؟ كيف للجنة الدعم أن تمنح ذلك المبلغ 4200000 درهم لفيلم لا يحترم ثوابت الأمة؟ أين هي وزارة الشباب والثقافة والتواصل من كل هذا؟ أين هم الممثلون والمخرجون والمؤثرون الذين دعوا لاعتقال فتيحة؟ أليس المغرب وطنهم؟ أليس هذا من اهتماماتهم؟ تجدر الإشارة إلى أن جل الأغاني التي تؤديها مريم حسان تتميز بعدائها للمغرب ومطالبتها بالانفصال عنه ودعوتها للنضال والكفاح ضده، كما تتميز بإشادتها بعصابة البوليساريو، ناعتة المغرب بالدولة الامبريالية والاستعمارية في حين تصف أتباع البوليساريو بالثوار، وتوصف من لدن الغرب بالمناضلة. يذكر أن فيلم "زنقة كونتاكت" الذي وجهت له انتقادات لاذعة بسبب تضمنه كلمات وصفها عدد من المُتابعين ب"خادشة للحياء"، حصل على فيزا العرض في القاعات المغربية من المركز السينمائي المغربي الذي يخضع لوصاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل التي يرأسها محمد المهدي بنسعيد. فهل سيشاهده المغاربة في القاعات السينمائية ويستمتعون بصوت مريم حسان كما استمتع به بطلا فيلم إسماعيل العراقي؟