تفاعل د.إدريس الكنبوري مع خبر اغتيال أيمن الظواهري، وقال أنه بموته "يكون قد انتهى جيل "القيادة التاريخية" لتنظيم القاعدة؛ الجيل الذي ارتبط بالجهاد الأفغاني في الثمانينات ضد الاتحاد السوفياتي وإنشاء القاعدة". وأضاف المحلل السياسي المغرب الاغتيال أبان عن أن محاربة الإرهاب جزء من السياسة الداخلية لأمريكا؛ كل رئيس أمريكي يعمل على تحقيق هدف كبير يحقق به النجاح في الداخل. أوباما اغتال بن لادن وترامب اغتال أبا بكر البغدادي وبايدن يغتال الظواهري. لكن اغتيال الظواهري يبقى لغزا. هل هو نتاج اتفاق سري بين حركة طالبان وواشنطن؟ هل باعت طالبان الظواهري لأمريكا؟ هل تم اختراق طالبان وهل هناك جناح فيها يعمل مع المخابرات الأمريكية؟". وأضاف الكنبوري في تدوينة على صفحته بالفيسبوك "كان واضحا منذ مفاوضات الدوحة وقبل أن تتولى طالبان الحكم في أفغانستان أن القاعدة ستصبح مشكلة بالنسبة للحركة يجب أن تتخلص منها. وكان من ضمن الاتفاق التعاون مع أمريكا في محاربة الإرهاب. كتبنا هذا عند بدء المفاوضات ونشرناه في كتاب "وكانوا شيعا. دراسات في التنظيمات الجهادية المعاصرة". فهل حصلت خصومة بين القاعدة وطالبان بعد المفاوضات مع أمريكا؛ لأن أمريكا هي العدو الأكبر للقاعدة؟ هذا وارد. أمريكا كانت ذكية؛ عندما فشلت في تحقيق الأهداف في أفغانستان بعد عشرين سنة فاوضت طالبان وخرجت من البلاد وتخلت عنها لعدو الأمس لتضرب أعداءها بعضهم ببعض؛ طالبان والقاعدة وداعش. تنظيم القاعدة اليوم مرشح للانقسام في غياب زعيم تاريخي حوله إجماع ويتمتع بالكاريزما. لكن هذا يعني خطرا أكبر؛ لأنه يعني تعدد التنظيمات المسلحة". واختتم الباحث في الجماعات الاسلامية تعليقه بقوله "المشكلة أكبر من هذا. في كلمة بايدن أمس قال إن اغتيال الظواهري دفاع عن الأمن الأمريكي لأن الظواهري كان عدو واشنطن. أمريكا لا تحارب الإرهاب دفاعا على الأمن العالمي كما تدعي؛ بل دفاعا على مصالحها؛ وهي تقيس محاربة الإرهاب على السياسة الداخلية. ومن هنا يمكن استنتاج أن واشنطن تدعم الإرهاب في العالم لتبقى القوة الأولى في العالم وتلعب دور المنقذ. إنها مثل رجل إطفاء يشعل النار لكي يقدم خدماته. لا يمكن الزعم بأن أمريكا تعمل من أجل خير الآخرين؛ وهي التي قتلت مئات الآلاف من البشر منذ الحرب العالمية الثانية؛ وها هي اليوم تتفرج على إحراق أوكرانيا بهدف توريط روسيا؛ ولذلك لن يسقط شعار "يكفينا يكفينا من الحروب؛ أمريكا أمريكا عدوة الشعوب".