انطلقت اليوم الأحد ولمدة يومين قمة تجمع وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوالإمارات والبحرين والمغرب ومصر، تلبية لدعوة وجهها وزير الخارجية الصهيوني "يائير لابيد" لنظرائه. وسيشارك في القمة التي عرفت باسم قمة النقب لانعقادها في النقب بجنوب الكيان المحتل، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. ويأتي لقاء وزراء الخارجية العرب بالنقب، في أعقاب لقاء ثلاثي في شرم الشيخ، يوم الثلاثاء الماضي، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الصهيونية نفتالي بينيت، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وفق "القدس العربي" سيتم هذا لقاء النقب في فندق ملاصق لضريح دافيد بن غوريون، وهذا ليس صدفة، فإسرائيل بذلك تتطلع لتحقيق غاية رمزية وإغلاق الدائرة. فبعدما كانت متحالفة مع إيران حتى ثورة الخميني عام 1979 ضد العرب، ها هي الأوضاع تنقلب بالكامل اليوم. ليس فقط، فهذا الملتقى التطبيعي يأتي لتعزيز اتفاقات أبراهام وتوسيعها، وربما تشجيع المزيد من المطبعين للتورط في وحل التطبيع المتزامن مع تهويد الأرض الفلسطينية وقمع أصحابها. في مساعيها لاحتلال الوعي، اختارت حكومة الاحتلال موقع اللقاء التطبيعي، وهناك تسريبات إسرائيبية نقلها موقع "واينت" العبري اليوم، بأن هناك مداولات جارية لترتيب زيارة لوزراء الخارجية العرب لزيارة ضريح دافيد بن غوريون مؤسس الدولة الإسرائيلية على أنقاض الشعب الفلسطيني عام 1948. كذلك تهدف هذه القمة الرامية لبناء تحالف إقليمي عربي إسرائيلي ضد إيران إجانب مباحثات تعاون استخباراتي وأمني واقتصادي (تصدير غاز إسرائيلي لدول عربية بواسطة مصر وزيادة ضخ النفط الخليجي وغيره) تأتي في الذكرى العشرين لقمة بيروت والمبادرة السعودية (العربية) للتطبيع الكامل مقابل قيام دولة فلسطينية سيادية. وقتها، رفضت إسرائيل المبادرة وراهنت على تحقيق سلام بدون معادلة "سلام مقابل أرض" والتطبيع المجاني مع العرب. وهذا ما حصل في اتفاقات أبراهام، وحصل في عمليات تطبيع سرية مع السعودية ذاتها التي تشارك عمليا في قمة "سيديه بوكير" من خلال الإمارات والبحرين كما نوهت إذاعة جيش الاحتلال اليوم الأحد. القمة في النقب يعتبرها الكيان المحتل تاريخية، سبقتها قمم مشابهة شاركت فيها، كالقمة في كازابلانكا عام 1994، وفي عمان 1995، وشرم الشيخ في 2005 لكن هذه المرة لا يذهب الكيان الصهيوني للعرب بل هم يأتون إليه، في وقت تتصاعد الاعتداءات على الفلسطينيين وتتفاقم عزلة السلطة الفلسطينية خاصة قي العالم العربي نفسه.