هو أبو عبد الله محمد بن المدني بن علي بن عبد الله كنون بفتح الكاف المعقودة وتشديد النون المضمومة، اسم بربري معناه القمر، كان لُقِّبَ به القاسم بن محمد بن القاسم بن إدريس الحسني فجرى على عقبه، المستاري أصلا، الفاسي مولدا وقرارا، من بيت بني جنون، الرفيع العماد، الأصيل التلاد ينتسبون في رسومهم القديمة إلى قبيلة بني مستارة حوز وزان، وفيها فرقة بني جنون الأشراف الأدارسة.[2] أخذ عن ابن عبد الرحمن الحجرتي، وشيخه أبي عبد الله محمد بدر الدين الحمومي وأبي العباس أحمد المرنيسي وأجازوه، وعن أبي محمد الوليد العراقي، وأبي محمد عبد السلام بوغالب، والقاضي ابن الحاج وغيرهم. ولما ورد على فاس الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري حضر درسه وأجازه.[3] اشتغل محمد بن المدني كنون بالتدريس، فكانت له مجالس بالقرويين وغيرها، يقرأ فيها الحديث والفقه في الغالب، والأصول والنحو مرات. وانتفع من ذلك خلق كثير، ومن ثم حلاه صاحب إتحاف المطالع:"بالحافظ المشارك المدرس النفاعة الكثير التلاميذة"[4]، ومن بين تلاميذه نجد: محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي، الحسني (أبو عبد الله) (ت 1334 ه) فاضل، من آثاره تأليف في التعريف بشيخه سماه: "الدر المكنون في التعريف بالشيخ جنون"[5]. والعلامة محمد بن قاسم القادري الحسني المتوفى سنة 1331ه، قرأ عليه بعض صحيح البخاري وبعض موطأ الإمام مالك ونحو الربع من مختصر خليل بالخرشي والزرقاني، وحاشية الشيخ بناني، وبعض الشيخ الطيب على توحيد ابن عاشر، وبعض همزية البوصيري، وبعض الألفية لابن مالك وكل ذلك قراءة إتقان وبحث وبيان.[6] وقال العباس بن ابراهيم في الأعلام: "أخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة، كالشيخ الوالد وغيره، وممن أجاز لنا عنه عبد الله بن محمد العلوي الأمراني، وعبد الله بن الأستاذ محمد بن الطاهر، ومحمد بن غبراهيم السباعي وجماعات. ومن أجل الآخذين عن المترجم العالم اللغوي الرحال الإمام محمد بن محمود بن التلاميذ التركزي الشنكيطي نزيل مصر ودفينها في سنة 1323ه أخذ عن المترجم حين ورد على فاس من بلاده في عشرة التسعين فيما يظهر"[7] اتفقت كتب التراجم على جلالة قدره، ومرتبته العالية في العلوم منقولها ومعقولها، حتى اعتبره بعض من ترجم له مجدد القرن الثالث عشر، وكانت له وقفات وصولات في الإصلاح الاجتماعي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أوذي من أجل ذلك وحبس. تقلد محمد بن المدني كنون خطة القضاء بمراكش عام 1274ه بعد إباية شديدة، ثم طلب الإعفاء من السلطان بعد توليته ثمانية أشهر، فرجع إلى فاس واشتغل بالتدريس. وقال عنه عبد الحي الكتاني: "المطلع الصاعقة الطائر الصيت صاحب التآليف الكثيرة الذائعة… وهو آخر من أقام ناموس العلم بالمغرب وظهر بمظهر الجلال والعظمة من أهله، رحمه الله رحمة واسعة."[8] وقال عنه تلميذه محمد بن قاسم القادري الحسني: "خاتمة المحققين، وحامل راية المدققين، أعجوبة أهل زمانه، وفريد عصره وأوانه، العالم العلامة، القدوة الفهامة، المشارك في كثير من الفنون…كان رضي الله عنه كبير الصيت والقدر، عظيم الجناب والخطر، ذا مهابة ورفعة وجلالة ومكانة ومنعة."[9] أما الشيخ الحجوي فقد أفاض في بيان مكانته العلمية، ودوره في نشر العلم والإصلاح، فقال فيه ما نصه:"هذا الشيخ من أكبر المتضلعين في العلوم الشرعية الورعين، المعلنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخاتمهم في المغرب شيخ شيوخنا، وشيخ شيوخ جل المغرب رأس علمائه في القرن الثالث عشر بلا منازع، كان مفتيا محدثا نحويا لغويا معقوليا مشاركا محققا نزيها، قوالا للحق، مطبوعا على ذلك، غير هياب ولا جل، نزيها مقداما مهيبا، عالي الهمة، دءوبا على نشر العلم والإرشاد، والنهي عن المناكر والبدع والتي تكاثرت في أيامه لا يخشى في الحق لومة لائم يحضر مجلسه الولاة والأمراء أبناء الملوك وغيرهم، وهو يصرح بإنكار أحوالهم وما هم عليه مبين لهناتم غير متشدق، ولا متصنع، بل تعتريه حال ربانية، ولكلامه تأثير على سلطان النفوس رزق في ذلك القبول والهيبة على نحول جسمه، ووصلته بذلك أذاية وسجن، لكن بمجرد سجنه اعتصب الطلبة وقامت قيامة العامة فأطلق سبيله لذلك. فهو أحق من يقال في حقه: مجدد لكثرة المنافع به، وانتشار العلم عنه، وعن تلاميذه، وقيامه بالنهي عن مناكر وقته، وكان شديدا على أهل الطرق وما لهم من البدع التي شوهت جمال الدين والمتصوفة أصحاب الدعاوى التي تكذبها الأحوال، وما كان أحد يقدر على الرد عليه مع شدة إغلاظه عليهم وعلى غيرهم وسلوكه في ذلك مسلك التشديد، بل التطرف في بعض المسائل، ومع ذلك هابه علماء وقته ولم يجرءوا على انتقاده؛ لأنه كان يتكلم بالحال لا المقال، وتحققوا خلوص نيته ومطابقة سره لعلانيته….كسي مهابة وجلالة انعدمت من علماء المغرب بعده"[10]. وقال عنه الناصري في الاستقصا: "كان رحمه الله فقيها عالما متضلعا قوالا بالحق صادعا به لا يهاب في ذلك كبيرا ولا صغيرا ولقد امتحن في ذلك من قبل السلطان فلم يفل ذلك من غربه ولم يوه من صرامته ولا حده."[11] وقال عنه الزركلي في الأعلام: فقيه مالكي، من رجال الإصلاح الديني… كان رأس علماء المغرب في القرن الثالث عشر، مفتيا محدثا لغويا، قوالا للحق، نزيها، دؤوبا على نشر العلم والإرشاد والنهي عن البدع. وأوذي بسبب ذلك، وسجن، فاعتصبت الطلبة وقامت قيامة الجمهور، فأطلق… وكان نحيل الجسم، لكلامه تأثير في النفوس، ودروسه أفضل من تآليفه[12]. وقال عنه عبد الله كنون في النبوغ المغربي: "هو العالم السلفي الفقيه الحافظ المتقن أبو عبد الله محمد بن المدني بن علي بن عبد الله كنون… وما لبث أن صار فردا يشار إليه في تحقيق مقاصد العلوم، المنطوق منها والمفهوم، وحصل على رتبة الاجتهاد أو كاد، وطار صيته في البلاد وعم النفع به القاصي والدان، وتفوق على كثير من أشياخه فضلا عن الأقران."[13] وجاء في معلمة المغرب ما نصه: "عالم فاس وشيخ الجماعة بها، أخذ عن عدد كبير من شيوخ وعلماء فاس في وقته. كانت له قوة في الصبر على المطالعة والتدريس والإطالة فيهما بما لم يعهد لأهل عصره، ويصدع بما يظهر له أنه الحق، ولا يبالي بعال أو سافل، ويشير للولاة وظلمهم بالتلويح والتصريح، وامتحن بذلك وسجن وأسيئ في حقه "[14] آثرنا أن نكثر من هذه الشهادات من قبل تلاميذه وغيرهم، إذ بها تعرف المكانة العلمية والعملية التي تبوأها، وكلها شهادات متطابقة في بيان الدور العلمي والإصلاحي الذي كان يضطلع به مترجمنا محمد بن المدني كنون، وحق له أن يوصف بمجدد القرن الثالث عشر لما خلفه من آثار علمية في مختلف المواضيع والاهتمامات التي كانت تشغل الناس آنذاك، تدل على باعه الطويل في العلوم، وعلى أنه كان ابن وقته وعالم زمانه علما وعملا، وقد أحصيت له من خلال كتب التراجم وفهارس الكتب عددا مهما"وقد بلغت الكتب المطبوعة لعميد عائلة كنون "محمد بن المدني كنون" ثلاثة عشر مطبوعا. حيث اختص باتجاهه الإصلاحي في كتاباته وخروجه عن التقوقع…إلى التأليف في عدة مواضيع تبرز مواقفه من مستجدات عصره…"[15] ومن بين هذه المؤلفات ما يلي: * حاشية على موطأ مالك سماها (التعليق الفاتح – ط) جزآن، مشحون بالفوائد الحديثية وساذج الفقه. وهو في سفرين مطبوع[16]. * اختصار حاشية الرهوني على الشيخ عبد الباقي الزرقاني على المختصر للشيخ خليل. * حاشية على شرح التاودي على جامع الشيخ خليل، لم تكمل. * شرح على الهمزية، لم يكمل ابتدأه من قوله: ليته خصني. * حاشية على شرح الصغرى للسنوسي، لم يكمل. * اختصار رسالة العجيمي في الطرق الأربعين. * تأليف في الشهادة والقضاء، "نصيحة أهل العلم فيما يتعلق بالفتوى والشهادة وما يتعلق بذلك من الأمور التي تلوم القاضي في مسائل القضاء"، طبع على الحجر بفاس بدون تاريخ. * تأليف في النشوز. * التسلية والسلوان لمن ابتلي بالاذاية والبهتان – ط * إيقاظ المفتون المغرور مما تذم عواقبه يوم النشور، طبع على الحجر بفاس. * العقد الفريد في بيان خروج العوام من ربقة التقليد – ط * الدرة المكنونة في النسبة الشريفة المصونة، تأليف في الأشراف، فرغ منه أواخر ذي الحجة 1278ه طبع على الحجر بفاس. * الأجوبة – جمعها أخوه العلامة محمد التهامي، طبع على الحجر بفاس[17] * جواب على قول الشيخ خليل في مختصره:"ووعظ من نشرت…"، طبع على الحجر بفاس. * وله اختصار رسالة في الطرق الصوفية لأبي عليّ حسن بن عليّ العجيمي اليمني (ت 1113ه)[18] * حاشية على شرح بنيس على فرائض مختصر خليل. * الزجر والإقماع بزواجر الشرع المطاع لمن كان يؤمن بالله ورسوله يوم الاجتماع عن آلات اللهو والسماع. * نصيحة ذوي الهمم الأكياس فيما يتعلق بخلطة الناس. * وله في الحديث تكميل ما يخص من حاشية ابن زكري على الصحيح. * شرح سيرة ابن فارس في السيرة، لم يكمل. * شرح حديث لا عدوى ولا طيرة المسمى الدرر المستنيرة بشرح حديث لا عدوى ولا طيرة -ط. * فهرسة شيوخه[19] * العقد الفريد في بيان خروج العوام من ربقة التقليد- ط. فاس (دون تاريخ) * نصيحة النذير العريان لأهل الاسلام والايمان في التحذير من مخالطة أهل الغيبة والنميمة والبهتان.ط وله تآليف كثيرة في مواضع متنوعة، وكثيرا ما ألف في البدع وما نزلت نازلة مهمة إلا وقد خصها بتأليف.[20]، مثل رسالته في التحذير من الإقامة بأرض العدو، أو بعض الجوانب الاجتماعية مثل كتابه: "كفاية المحتاج في حكم استعمال الديباج" أو رسالته عن أوضاع المرأة الاجتماعية التي عنونها ب "جوانب عن سؤال في النشوز" أو تعرضه لمشكل الحجر الصحي في كتابه "الدرر المستنيرة بشرح حديث لا عدوى ولا طيرة".[21] توفي رحمه الله على رأس المائة الثالثة عشرة 1302ه، بفاس عن ثلاث وستين سنة[22]، قال الناصري في الاستقصا: وبعد غروب الشمس من ليلة الجمعة فاتح ذي الحجة من السنة المذكورة توفي الفقيه العلامة البارع أبو عبد الله محمد بن المدني كنون عالم فاس والمغرب وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بجامع الأندلس من فاس حرسها الله ودفن بالموضع المعروف بالقباب،[23] خارج باب الفتوح، أسفل ضريح سيدي يوسف الفاسي، فوقه شجرة تين مظلة. فحزن الناس كافة على فقده، وعظم المصاب به، ولم يتخلف أحد من طبقات الناس عن حضور مشهده. الهوامش: 1. ركبنا هذه الترجمة من مصادر ترجمته من : الإستقصا، للناصري 8: 195. معجم المؤلفين، لكحالة 12 / 10. فهرس العلامة محمد بن قاسم قادري 36 – 37. سلوة الأنفاس، لمحمد بن جعفر الكتاني، ترجمة رقم:831 2: 486. الأعلام، للزركلي 6: 94 . الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام للسملالي 7: 54 – 58 رقم 881، فهرس الفهارس لمحمد عبد الحي الكتاني، النبوغ المغربي، لعبد الله كنون 1: 297 – 299،. إتحاف المطالع، لابن سودة 1: 288. دليل مؤرخ المغرب الأقصى، للمؤلف لابن سودة 1: 94. رقم: 1694. معجم المطبوعات المغربية، للقيطوني 63 – 65 رقم 163. للفكر السامي، للحجوي 2: 361 – 363 رقم 805. معلمة المغرب 20: 6833. محمد بن المدني كنون، د. جمال بامي باحث في التاريخ، جريدة ميثاق الرابطة الإلكترونية : العدد 238 بتاريخ 27/10/2016. 2. الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، للحجوي (2/ 361 *363) 3. فهرس الفهارس، للكتاني (1/ 498) 4. إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، تأليف عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، تنسيق وتحقيق محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، ج: 1، ص: 288 5. الأعلام للزركلي (7/ 94)، معجم المؤلفين (12/ 10) قال عبد السلام ابن سودة، في دليل مؤرخي المغرب، ص: 140، يقع في سفر وسط، طبع طرف منه على الحجر بفاس زمن المؤلف. 6. فهرسة محمد بن قاسم القادري المسماة إتحاف أهل الدراية بما لي من الأسانيد والرواية، بعناية الدكتور محمد بن عزوز حكيم، طبعة مركز التراث الثقافي المغربي الدارالبيضاء ودار ابن حزم، الطبعة الأولى 1424ه/2004م، ص: 83 7. الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، تأليف العباس بن إبراهيم، تحقيق عبد الوهاب ابن منصور، المطبعة الملكية بالرباط، 1977م، ج: 7، ص: 57 8. فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، محمد عَبْد الحَيّ بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (المتوفى: 1382ه)، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت، الطبعة: 2، 1982 (1/ 498) 9. فهرسة محمد بن قاسم القادري، ص: 83 10. الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (2/ 361 *363) 11. الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/ 178) 12. الأعلام للزركلي (7/ 94) 13. النبوغ المغربي في الأدب العربي، عبد الله كنون، الطبعة الثانية، ج:1، ص:299 14. معلمة المغرب من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر مطابع سلا، 1425ه/2004م، ج:20 ص:6833 15. معلمة المغرب، ج:20 ص:6833، ومقال بمجلة دعوة الحق: المسار العلمي لعائلة مغربية في علاقتها بالقرويين، محمد الفلاح العلوي، العدد 366 صفر 1423/ أبريل 2002 16. فهرس الفهارس (1/ 498) 17. معجم المطبوعات العربية – اليان سركيس – ج 1 – الصفحة 716 18. رسالة في الطرق الصوفية لأبي عليّ حسن بن عليّ العجيمي اليمني (ت 1113ه) المستعملة إلى زمانه في العالم الإسلامي مع ذكر آدابها وأعمالها وأذكارها وأصلها وسلسلته إلى صاحبها وسلسلة صاحبها إلى مراجع الطرق، اشتملت على أربعين طريقة، وهي رسالة نفيسة جداً في نحو كراسين وكان اختصرها عصريه، وأحد من تدبج معه، وهو أبو سالم العياشي في رحلته " ماء الموائد " ثم اختصرها بعده أبو عبد الله محمد بن المدني كنون" انظر: فهرس الفهارس (1/ 448- 449) 19. قال الفقيه ابن المختار التاشفيني في تاريخه حين ترجمه: " ألف تأليفاً ذكر فيه أشياخه وذكر فيه سلاسلهم في الحديث إلى الإمام البخاري، وفي الفقه إلى مالك، وفي النحو إلى سيبويه، وهكذا، ومن أراده فليراجعه، اه ". وفي التأليف المعنون ب " ذكر من اشتهر أمره وانتشر، ممن بعد الستين من أهل القرن الرابع عشر " لأديب فاس أبي عبد الله محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي الفاسي حين ترجم للمذكور أيضاً " وله فهرس ذكر فيه أشياخه " انظر فهرس الفهارس (1/ 498) 20. الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (2/ 361-363) معجم المطبوعات العربية – اليان سركيس – ج 1 – الصفحة 716 21. مقال بمجلة دعوة الحق: المسار العلمي لعائلة مغربية في علاقتها بالقرويين، محمد الفلاح العلوي، العدد 366 صفر 1423/ أبريل 2002 22. فهرس الفهارس (1/ 498) 23. الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/ 178)