المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تعرف من تكون "نورة إيللي" الدكتورة السويسرية التي وافتها المنية قبل أيام؟
نشر في هوية بريس يوم 01 - 04 - 2020


مقدمة :
هذا العام فقدنا فيه الكثير من أئمة الدعوة وقد سميته بعام فقد الوعول :
لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليهوسلم أَنَّهُ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ، ويُخَوَّنُ الْأَمِينُ،وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيَهْلِكَ الوُعُول، وَتَظْهَرَ التَّحُوتُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوُعُولُ وَالتَّحُوتُ؟ قَالَ: "الْوُعُولُ: وجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ، وَالتَّحُوتُ: الَّذِينَكَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لَا يُعْلَمُ بِهِمْ" أخرجه ابن حبان في صحيحه .
وعندما نتحدث عن فقد الدعاة ومن بذلوا أعمارهم في التضحية لأجل هذا الدين لا يغيب عنا مواقف النساء وبطولاتهن فهذه آسية ومريم– عليهما السلام– وقد ضرب الله تعالى بهن المثل في الصبر والتضحية .
قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.. وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (الآيات:10-11-12) سورة الحريم.
وهذه الصحابية الجليلة أم سلمة والتي هاجرت وحيدة لتلحق بزوجها بالمدينة بعد سنوات من البلاء والاضطهاد بمكة وبعد الهجرة والرجوع من الحبشة، وتحكي قصتها في الهجرة..
كما رواها ابن إسحاق قال: فَحَدّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَدّتِهِ أُمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَمّا أَجْمَعَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُرُوجَ إلَى الْمَدِينَةِ رَحّلَ إلَيّ بَعِيرَهُ ثُمّ حَمَلَنِي عَلَيْهِ وَحَمَلَ مَعِي ابْنِي سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، ثُمّ خَرَجَ بِي يَقُودُ بِي بَعِيرَهُ فَلَمّا رَأَتْهُ رِجَالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ قَامُوا إلَيْهِ فَقَالُوا هَذِهِ نَفْسُك غَلَبْتنَا عَلَيْهَا، أَرَأَيْت صَاحِبَتَك هَذِهِ؟ عَلَامَ نَتْرُكُك تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ؟ قَالَتْ فَنَزَعُوا خِطَامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذُونِي مِنْهُ. قَالَتْ وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، رَهْطُ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالُوا: لَا وَاَللهِ لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إذَا نَزَعْتُمُوهَا مِنْ صَاحِبِنَا. قَالَتْ فَتَجَاذَبُوا بُنَيّ سَلَمَةَ بَيْنَهُمْ حَتّى خَلَعُوا يَدَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، وَحَبَسَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَانْطَلَقَ زَوْجِي أَبُو سَلَمَةَ إلَى الْمَدِينَةِ. قَالَتْ فَفُرّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي. قَالَتْ فَكُنْت أَخْرُجُ كُلّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بِالْأَبْطَحِ فَمَا أَزَالُ أَبْكِي، حَتّى أُمْسِي سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حَتّى مَرّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمّي، أَحَدُ بَنِي الْمُغِيرَةِ فَرَأَى مَا بِي فَرَحِمَنِي فَقَالَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ أَلَا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ فَرّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا قَالَتْ فَقَالُوا لِي: الْحَقِي بِزَوْجِك إنْ شِئْت. قَالَتْ وَرَدّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إلَيّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي. قَالَتْ فَارْتَحَلْت بَعِيرِي ثُمّ أَخَذْت ابْنِي فَوَضَعْته فِي حِجْرِي، ثُمّ خَرَجْت أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَتْ وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ. قَالَتْ فَقُلْت: أَتَبَلّغُ بِمَنْ لَقِيت حَتّى أَقْدَمَ عَلَى زَوْجِي، حَتّى إذَا كُنْت بِالتّنْعِيمِ لَقِيت عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدّارِ فَقَالَ لِي: إلَى أَيْنَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيّةَ؟ قَالَتْ فَقُلْت: أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَ أوَ مَا مَعَكأَحَدٌ؟ قَالَتْ فَقُلْت: لَا وَاَللهِ إلّا اللهَ وَبُنَيّ هَذَا. قَالَ وَاَللهِ مَا لَك مِنْ مَتْرَكٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ فَانْطَلَقَ مَعِي يَهْوِي بِي، فَوَاَللهِ مَا صَحِبْت رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ قَطّ، أَرَى أَنّهُ كَانَ أَكْرَمَ مِنْهُ كَانَ إذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي، ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي، حَتّى إذَا نَزَلْت اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي، فَحَطّ عَنْهُ ثُمّ قَيّدَهُ فِي الشّجَرَةِ، ثُمّ تَنَحّى إلَى شَجَرَةٍ فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا، فَإِذَا دَنَا الرّوَاحُ قَامَ إلَى بَعِيرِي فَقَدّمَهُ فَرَحّلَهُ ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي، وَقَالَ ارْكَبِي. فَإِذَا رَكِبْت وَاسْتَوَيْت عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ فَقَادَهُ حَتّى يَنْزِلَ بِي. فَلَمْ يَزَلْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِي حَتّى أَقْدَمَنِي الْمَدِينَةَ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ قَالَ زَوْجُك فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ – وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا نَازِلًا – فَادْخُلِيهَا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ ثُمّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى مَكّةَ.
قَالَ فَكَانَتْ تَقُولُ وَاَللهِ مَا أَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتٍ فِي الْإِسْلَامِ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ آلَ أَبِي سَلَمَةَ، وَمَا رَأَيْت صَاحِبًا قَطّ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ.
ولايخلو زمان من نساء لهن الأثر العظيم في الدعوة، ففي زماننا ظهرت نساء لهن أثرهن البارز …ومن بين هؤلاء النسوة الدكتورة والداعية الأوروبية نورة إيللي والتي فقدناها في هذه الأيام فمن هي الداعية نورة إيللي؟؟؟…
نورة إيللي: هي الأستاذة والأخت والأم المربية الصالحة والداعية السويسرية الشهيرة التي أسلم على يدها الأعداد الكبيرة من الأوروبيات من النمسا والبلقان وألمانيا وسويسرا…
1) مولدها ونشأتها:
ولدت نورة إيللي سنة 1984 ميلادي الموافق بمدينة (أوستر) التابعة ل(كانتير زوريخ ) بسويسرا، وأبوها هو الطبيب الفيزيائي الشهير (إيللي فشنتياغيرد) والذي تعود أصوله إلى الألمان ، وتنتمي نورة إيللي إلى أسرة بورجوازية من الطبقة الوسطى ، وأمها مربية اجتماعية.
2) حياتها الدراسية:
استمرت في دراستها في مسقط رأسها كغيرها من الفتياة في سنها إلى أن انتقلت إلى جامعة زوريخ وهي أكبر جامعة في سويسرا يتجاوز عدد طلابها 26 ألفا تأسست عام 1833 ومنها تخرج "إلبرت إنشتاين " والفيلسوف والعالم النفسي الشهير "جان بياجيه" والذي يعتبر رائد المدرسة البنائية في علم النفس..وغيرهما كثير. وقد مالت منها الدكتوراة في علم الأديان. فقد درست الديانة اليهودية والمسيحية والبوذية.
3) اعتناقها للإسلام:
نشأت نورة إيللي على المسيحية حتى أنها نالت عمادة الكنيسة الكاثوليكية ولكنها لم تكن موغلة ولاغالية بل كانت متشبعة بروح النقد، حيث كانت تقارن بين الأديان وتنتقدها كما كانت تنتقد الإسلام كذلك ولكنها كانت تتصوره بصورة مختلفة ..حيث كانت تعتبر الإسلام مضطهدا للمرأة.
ولما بلغت من العمر 15 أو 16 سافرت في إحدى الرحلات السياحية مع والدها إلى دبي بالإمارات العربية وفي أحد الأيام سمعت الأذان فأحدث أثرا في قلبها كما أثرت فيها مظاهر المسلمين ومعاملاتهم، فهي كما حدثت عن نفسها رأت الأسر المسلمة وكيف تتعامل مع بعضها حين زارت إحدى العائلات المسلمة بعمان فتأثرت بأخلاق المسلمين ورأت البون الشاسع بين الأسر المسلمة والأسر الأوربية فأدركت أن الإسلام دين يحكم سائر مناحي الحياة وأنه ليس محصورا في الكنائس كالمسيحية، وهو ما صرحت به في أحد اللقاءات التلفيوزيونية حيث قالت: إن الإسلام ليس دينا هامشيا كالمسيحية فهو دين حياة وممارسة في شتى المجالات.
بعد هذه الرحلة رجعت نورة إيللي إلى سويسرا فاعتنقت الإسلام بعد سنتين من رحلتها وكان عمرها 18 وذلك سنة 2002 ولكنها لم تدخل الإسلام من غير طلب للعلم عنه بل تعلمت الإسلام وتعمقت في المعرفة عت هذا الدين العظيم ، ومع معرفتها بحكم النقاب والخلاف الفقهي في وجوبه واستحبابه لم تتردد في ارتدائه لما بلغت سن 20 لتكون من أوائل من يرتدي النقاب في تلك الفترة.
4) زواجها:
تزوج بها الأستاذ في علم الكومبيوتر "قاسم إيللي السويسري" والذي كان يعرفها قبل الإسلام وأسلم قبلها بأسبوعين فقط…أنجبت نورة إيللي ستة من الولد..على الإسلام ولله الحمد.. كان لنورة إيللي الأثر الكبير في أسرتها بأخلاقها الإسلامية من بر الوالدين والذي سيثمر بأن يسلم أبوها أيضا بعد ذلك.
5) معاناتها وصبرها:
ارتدت النقاب في السن 20 وتعرضت للتضييق في الجامعة بسبب الحجاب والنقاب حيث لم يكن يسمح بارتدائه في المدارس ، وكانت تتعرض للمضايقات في الشوارع وقد تصل تلك المضايقات إلى السب والشتم وأحيانا إلى تصل إلى الشد والجذب من أجل نزع النقاب بل ومحاولة القتل بسبب الحقد على هذا المظهر الجديد…
6) حياتها والنقاب:
تقول : إن النقاب أعطاني قيمة أشعرتني بأني امرأة بعدما كنت متعرضة لما يتعرض له الكثير من النساء في الشوارع …وتقول في أحد الحوارات التي أجريت معها في أحد البرامج التلفزيونية : أنا أحمي نفسي بالنقاب ، وقررت لباسه لأنه تشريع رباني ،،، لقد عشت في الغرب والناس عادة هنا ينظرون إليك من خلال مظهرك ولباسك ولايلتفتون إلى فكرك …وبعد ارتدائي للنقاب تغير الوضع تماما فهم يجبرون على سماعي وليس فقط النظر إلي …تقول : قد ترسل المرأة رسالة من خلال ملامح وجهها من غير قصد فيقرأها الأخر خطأ ،فمن المعروف مثلا في ثقافتنا أننا نبتسم للغرباء وأنا لا أريد أن أبتسم لشخص ما فيفسرها بطريقة مختلفة خاطئة من خلال إشارة غير مقصودة …أشعر بالأمان مع النقاب وأنني مقدرة ومحترمة .
تقول : ارتديت النقاب في فترة لم تتفاقم فيها الأمور كما هي عليه الأن …ولم يكن أمرا هينا فمثلا لاأستطيع العمل وفي الشارع قد أسمع كلمات جارحة وبذيئة أحيانا ، وقد يحاولون ضربك وأحيانا التجسس عليك…
7) نورة إيللي والدعوة إلى الإسلام:
كانت مع زوجها عضوين في منظمة مجلس الشورى لإسلامي بسويسرا ،، كما ترأست إدارة شؤون المرأة في المركز الإسلامي …
تعلمت اللغة العربية وكانت لها رحلة إلى القاهرة بهدف تعلم اللغة العربية …
تحولت إلى داعية مع زوجها وبلغ صيتها كلا من النمسا وألمانيا وحتى بلاد البلقان فقد أسلم على يدها الكثير من النساء والقتياةالبلقانيات وكانت تدافع عن قضايا المرأة المسلمة ..
أسلم على يدها الكثير من الفتيات ومن بينهن الكثير من البالغات سن 14 فقط .. كما ساهمت بقوة في قانون السماح بالتقاب في سويسرا فكانت وراء ضجت أثيرة في البرلمان بعد ظهورها في أحد البرامج التلفزيونية الحوارية مرتدية للنقاب ….
حتى أن السلطات النمستوية حاولت حظرها من الدخول للنمسا. وبحسب ما جاء فيصحيفة "كرونين تسايتونغ"، فإن هيئة حمايةالدستور، وهي الهيئة المسؤولة عنالاستخبارات الداخلية في النمسا، تبحث حظردخول الناشطة السويسرية إلى النمسا، ولمتذكر الصحيفة مصادر هذه المعلومات.وطالبالعديد من السياسيين من الحزب الشيوعياليميني FPÖ، وكذلك السياسي إيفيانيدونميز من حزب الشعب النمساوي ÖVP السلطات في النمسا بإعلان هذاالحظر.فإيلي متهمة عندهم بإطلاقتصريحات تعادي القوانين في أوروبا.
يرجع السبب في هذه الضجة إلى التقريرالذي بثته قناة "سيرفس تي في النمساوية،نقلاً عن مصادرها الخاصة، والذي احتوى علىتسجيل للداعية الإسلامية يعود إلى أحد محاضراتها في نوفمبر 2017 في مسجد فيينا. في هذا التسجيل قالت إيليإن "المسلم ليس مضطراً إلى الالتزام والتقيدبالقوانين التي تُسنُّ لغير المؤمنين. ولا يستطيعالمرء أن يعيش في سلام، دون أن يدخل فينزاعات مع الدولة، ولذا فإن بعض المسلمينيحاولون أن "يبتدعوا إسلاماً جديداً"، يتناسبمع فهم غير المسلمين، إسلام "المساجدالمتحررة، وزواج المثليين، والصلاة المختلطة، وماإلى ذلك". وليست هذه كلها سوى محاولاتلإضعاف الإسلام. وحذرت من أن حظر النقابالذي يعبر عن كراهية الإسلام، من الممكن أنيؤدي إلى نفس نتيجة كراهية اليهود فيالعصر النازي.
8) عملها في المركز الإسلامي:
كانت تعمل في المركز الإسلامي تترأس شؤون المرأة والنساء المسلمات الحديثات وتعمل على توجيههن لأحكام الشريعة الإسلامية فتقوم على تعليمهن الطهارة والصلاة وتحكي في أحد البرامج التلفزيونية العربية أن بعض النساء من المسلمات البلقانيات يتعرضن للإهانة من أسرهن وأحيانا إلى الطرد من البيوت وهو ما دفعها ومن يعمل في المركز إلى إعداد مشروع لإيواءهن
9) نورة إيللي والإعلام:
ظهرت نورة إيللي في العديد من البرامج ،،ومن البرامج التي أثارت ضجة برنامج (آن ويل) حيث ظهرت في هذا البرنامج الحواري تدافع عن قضية النقاب وتشرح مزاياه ومدى ملائمته للمرأة المسلمة بل للمرأة ككل والحكم الربانية وراء تشريع الإسلام للنقاب…وكان ذلك سنة 2016 ..
10) أخلاقها :
كانت امرأة عملية ذات رؤى بعيدة المدى وكانت تعامل المسلمات الحديثات العهد بأخلاق الإسلام حتى أنها كانت تقول : كنا نقوم بتوزيع الكعك على الناس ليعرفوا أن الإسلام دين الرحمة وليس بتلك الصورة التي يتصورونها…صبرت نورة إيللي وجعلت مبدأها العظيم هو الإسلام علما وعملا ومعاملة وكانت تجعل إسلامها حاكما على واقعها وعانل منن عوامل التغيير حيث أنه هو يؤثر في الواقع لا الواقع يؤثر على إسلامها؟؟؟
وكانت لها شخصية قوية وذلك واضح في أعمالها وحواراتها المنفتحة وقوة إقناعها وحجاجها للأخرين… كما دعمت تعدد الزوجات لكونه من الأمور المشروعة وله أثر في صلاح المجتمعات والتقليل من الفساد الأخلاقي…
11) من أقوالها:
الناس يعاملون المرأة كسلعة لكنها إذا انتقبت عاملوها كامرأة.
معظم المسلمين في العالم إسلامهم محكوم بثقافات متنوعة لا بالإسلام الصحيح.
النقاب يحمي المرأة من إظهار رسائل يفهمها البعض خطأ.
النقاب مرتبط بعلاقتي بربي ولم يجبرني عليه زوجي. (قلت: وهذا منتهى العفة).
الإسلام دين متكامل يشمل جميع مناحي الحياة بخلاف الديانات الأخرى كالمسيحية فهي هامشية فقط.
ولها كلام شبيه بالمناجاة ..تقول: الله هو الوحيد الذي تحبه منذ زمن مع أنك لم تره وهو الوحيد الذي يحيبك منذ زمن لكنك لاتعرف.
وهذا الكلام قيل أنه هو آخر ما كتبت وأحسبه مناجاة كانت بينها وبين ربها في لحظات مرضها وآلامها قبل وفاتها ، وهذا الكلام له معان كبيرة منها : إن الله سبحانه يحسه العبد في مكامن نفسه ويعرفه بفطرته منذ برأ الله النفوس ونثرها من ظهر أدم بين يديه كالدر وكلمهم قبلا: ألست بربكم؟ قالوا: بلى..الحديث.
12) وفاتها:
أصيبت نورة إيللي بسرطان الثدي وتوفيت يوم الإثنين 23مارس 2020 وعمرها 36 سنة وقد صلي عليها صلاة الجنازة على هيئة صفوف متفرقة بسبب نازلة وباء كورونا.
نسأل الله أن يرحمها ويعلي درجتها في مقعد صدق عند مليك مقتدر وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المراجع والمصادر:
➢ https://ar.wikipedia.org/wiki/
➢ https://www.alnemsa.net/heute/ مقال في مجلة النمسا نت 6 ديسمبر، 2017.
➢ مجموعة مقاطع على اليوتيوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.