هوية بريس – السبت 31 غشت 2013م بعد طول صمت، وفرط تأن -رجوت أن أكون فيه مصيبا- بدا لي أن أكتب هذه الكلمات أعاتب فيها الشيخ الحبيب حماد القباج -حفظه الله- على ما أَقْدَمَ عليه من استقالة علنية، فُهم منها اتهامُ الشيخ المغراوي بتأييده للظالمين أو من يعاونهم، فأقول مستعينا بالله، معاتبا له عتاب الحبيب لحبيبه: – ما كان لك -أيها الغالي- أن تظن بشيخك ما ظننت، وأن تقول فيه ما قلت، وأنت به خبير. – ألم يكن الأليق بك -أيها الحبيب- أن تتأنى وتتروى قبل أن تقدم على ما أقدمت عليه؟! فلعلك لو فعلت لوجدت في تصرف شيخك احتمالا للخير يحوي، أو وجها من الإعراب في النحو. – أليس قد بارك الانقلابَ من لم ير العقلاءُ مصلحة في إصدار بيانات ضده بالإنكار والشجب، ورأوا أن عين العقل في القناعة بإنكار القلب؟! فلعل شيخك في موقع غير موقعك، قد بدا له من موقعه ما لم يبدُ لك، أو بدا له من الموقف تجاه السعودية مثل الذي بدا لغيره تجاه المغرب مع إقراره بالفارق، فلما نُشرت قصيدة الشيخ عادل -حفظه الله- وجد نفسه في مأزق اضطر أن يأتي منه بمخرج، أرأيت لو صدر من المغرب تجاه مصر مثل الذي صدر من السعودية، ونُظم في المغرب مثل الذي نظم في السعودية، كيف تراه يكون موقف الشيخ؟ – ألم يكن الأليق بمثلك -أيها الحبيب- أن تتصل بشيخك وتستفسر وتستفصل قبل أن يكون منك ما كان؟! – نعم! الشيخ ليس معصوما، فأقول لك أيها الغالي: هب أنها زلة عالم مجاهد أو كبوة فارس مقاتل، فهل هكذا تقال عثرات ذوي الهيئات؟! وهل هكذا تستر عيوب الآباء والأمهات؟! حتى وإن صدرت منهم غِلْظَةٌ أو غَلْطَة فإنهم قد تقدمت منهم أَيَادٍ وحسنات ماحيات، ولشيخك عليك من فضل التسبب في الإحياء، إحياء القلب -وأنت الكريم الذي لا يكفر الإحسان- أعظم مما كان لأبويك من فضل التسبب في إحياء البدن. – أيها الحبيب الغالي قد كان شيخك يُعِدُّك لمبارزة الأعداء، ويثني عليك في أكثر من مجمع ولقاء، فمن كان يتوقع أن يُؤتى شيخك من قبلك؟! من كان يَظُنّ أن يفتح عليه باب الأعداء من رباط ثغرك، فلا يُحْصَى كم سابّ له ومتطاول عليه، وشامت به ونائل منه. كانت هذه -أيها الحبيب الغالي- نفثات مصدور، وكلمات متألم مكلوم، قصدت بها الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله. أسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن لا يجعل فيها حظا ولا نصيبا لغيره. كما أسأله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يفرج كرباتهم إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين. (محبّك محمد أبو الفتح)